روايه كامله بقلم نسمه مالك
يا إسراء وهطلع لهم.. هما معانا هنا في المستشفي..
سبحان الله
.. داخل غرفة بالمستشفى..
تجلس إلهام بكرسيها المتحرك بجوار السرير النائمة عليه خديجة بعد أعطائها حقنة مهدئة ظلت نائمة على أثارها لساعات طويلة..
هاشم.. تمتمت بها خديجة بضعف وهي تجاهد لفتح عينيها جعلت إلهام تقترب منها وتتحدث بلهفة قائله..
و هيبقي زي الفل ان شاء الله ..
انتفضت بفزع حتي
أنها كادت أن تسقط من فوق كرسيها أرضا حين هبت خديجة فجأة جالسة وصړخت بقوة مرددة..
هااااشم..
شهقت إلهام پعنف وهي تجذب ياقة عبائتها وبصقت داخلها عدة مرات مردفة پغضب مصطنع..
ايه يا خديجة يا أختي دا.. رعبتيني أخس عليكي..
هاشم يا إلهام خد الړصاصة بدالي.. قوليلي جراله أيه..
اجهشت بالبكاء أكثر مكملة بتوسل..
قوليلي أنه مامتش ولسه عايش يا إلهام..
ابتسمت لها إلهام شقية واجابتها بجدية مصطنعة قائلة..
اطمني يا حبيبتي والله سي هاشمله عايش والحمد لله الړصاصة جت في كتفة بعيد عن قلبه اللي بيحبك..
حب أيه بس يا إلهام.. هاشم كان بيشوف شغله مش أكتر..
ضيقت إلهام عينيها و رمقتها بنظرة ماكرة وتحدثت بمزاح قائلة..
شغله!.. اممم شغله يا شغله اللي يخليه يضحي بنفسه علشان ينول رضا البسكوتة بتاعتنا..
ربتت على قدمها وتابعت بتعقل قائلة..
همت خديجة بالرد عليها و لكن طرقات هادئة على باب الغرفة قطع حديثهما..
ادخل يلي بتخبط.. قالتها إلهام بعفويتها المعهودة..
فتح الباب وخطي غفران للداخل وتحدث بابتسامة قائلا..
طمني على هاشم يا غفران.. غمغمت بها خديجة بلهفة فشلت في إخفاءها..
انبلجت أبتسامة عابثة على ملامح غفران وهو يجيبها..
اطمني.. هاشم كويس الحمد لله و الدكاترة طلعوا الړصاصة من كتفه وهو دلوقتي في الأوضة اللي جنبك على طول و كمان فارس و مراته وصلوا تحت في الإستقبال ..
اطمني يا مدام إلهام بنت حضرتك كويسة.. بس داخت شوية لما ركبت اليخت والطايرة في وقت واحد..
أسرعت إلهام بالتحرك بكرسيها ونظرت لخديجة مغمغمة..
هروح أطمن عليها و ارجعاك تاني يا خديجة يا أختي..
وجهت نظرها ل غفران وتابعت بنبرة راجية..
وديني ليها يا ابني الله لا يسيئك.. مش هتأخر عليكي يا ديجا..
قالت خديجة.. بقلق.. أبقى طمنيني عليها يا إلهام..
انتظرت حتي تأكدت من ذهابهما وتحاملت على نفسها وهبت واقفة وسارت بخطي مرتجفة لخارج الغرفة قاصدة غرفة هاشم..
وقفت أمام باب الغرفة وأخذت نفس عميق و من ثم طرقت عليه وفتحته و دلفت للداخل..
سارت ببطء حتي توقفت بجوار السرير النائم عليه هاشم تتأمل ملامحة بعشق ظاهر على ملامحها الرقيقةتنهمر عبراتها على وجنتيها بغزارة رغم أنها تبكي بصمت..
هاشم.. حبيبي فوق علشان خاطري..
همست بها خديجة و اجهشت پبكاء مرير و هي تتخيل أنها كانت على وشك فقدانه للأبد..
تلك الړصاصة كانت من المفترض أن تصيبها هي و لكنه فداها بروحه دون لحظة تردد يأكد بها حبه الصادق لها..
خديجة.. تمتم بها هاشم بين الوعي واللاوعي جعلها تميل بوجهها على وجهه وتنظر له بلهفة مردفة..
أنا هنا يا هاشم.. بليز
فتح عيونك..
إنصاع لطلبها على الفور وفتح عينيه ينظر لها نظرته المتيمة بها عشقا متمتما.. انتي كويسة
حركت رأسها بالايجاب وقد عجزت عن الرد عليه بسبب بكائها الشديدمما دفعه لرفع يده السليمة على وجهها وضعها أسفل ذقنها يجذبها عليه أكثر حتي تلامست أنفهما وللمرة الأولى لم تبتعد عنه خديجة بل اقتربت منه أكثر حتي شعرت بأنفاسة تلفح بشرتها..
بلاش عياط يا خديجة.. دموعك بتوجع قلبي..
سلامة قلبك يا هاشم.. همست بها خديجة بصعوبة من بين شهقاتها الملتاعة جعلت هاشم يبتسم لها ويهمس بفرحة غامرة اعتلت ملامحة المجهده..
أسمى طالع يجنن من بين شفايفك يا أرق و أجمل خديجة في الدنيا..
ختم جملته و خديجة پصدمة من فعلته وأسرعت بالركض لخارج الغرفة وهي تقول بتلعثم..
ح حمدلله على السلامة..
فارس ..
ممسك بيد زوجته يضغط عليها برفق أثناء حديثه للطبيبة التي أنتهت للتو من إجراء فحص شامل لإسراء..
بقالها كذا يوم أكلتها ضعيفة داخت مني كذا مرة بتنام كتير على غير العادة اشتكت من الصداع مرتينرجعت انهارده 3 مرات و كل ما
أديها عصير أو حتي ميه ترجعها و لحد دلوقتي ماكلتش اي حاجة..
صمت لوهله ونظر لزوجته التي تطلع له بنظرات منذهلة لم تتخيل ان خوفه وقلقه عليها يصل إلى هذا الحد و انه يتابع حالتها بترقب هكذا..
فارس باشا اطمن سيادتك..أردفت بها الطبيبة بعملية و تابعت بابتسامة متسعة قائلة..
تحليل الډم و البول أكدو ان المدام حامل.. ألف مبروك..
تهللت أسارير إسراء وأشرقت ملامحها بسعادة بالغة بينما فارس ظهر الڠضب على ملامحه أكثر و تحدث بتساؤل مستفسرا..
يعني معقول الحمل هو اللي تعبها أوي كده!..
الطبيبة.. أيوه يا فارس باشا.. كل اللي بيحصل للهانم دا
أعراض طبيعية جدا في بداية الحمل و ممكن تزيد كمان خلال الشهرين الجايين..
حرك فارس رأسه بالنفي وتحدث بصرامة قائلا.. أنا مش عايزها تتعب..
و لو الحمل دا هيتعبك يبقي انا مش عايزه يا إسراء ..
رباه تملك الخۏف من قلبهلن يغامر بفقدانها مهما كلف منه الأمر هي أولا وأخيرا و قبل كل شيء..
شعرت إسراء بما يدور بذهنه وما يشغل خاطرهفضمته لها أكثر و تحدثت بتفهم قائله..
فارس.. حبيبى أهدي و متخفش عليا أنا كويسة والله ..
رفعت رأسها ونظرت له نظرتها العاشقة التي تبعثر مشاعرة وتغلف قلبه بالطمأنينة..
ومبسوطه وهطير من الفرحة علشان انا حامل منك ..
قبلت موضع قلبه بعمق وتابعت بصوت تحشرج بالبكاء..
ألف مبروك علينا يا حبيبي..
لازم تعرفي أني معنديش اي إستعداد أني أخسرك..
همس بها فارس بنبرة محذرة فحركت له رأسها بالايجاب وهمست بثقة..
عارفه وواثقة كمان واطمن بمشيئة الله كله هيبقي تمام..
مبروك يا عيون يا فارس.. قالها وهو يميل على
أغلقت إسراء عينيها تنعم بقربة و حبه لها الذي دوما يغرقها بهنهرت نفسها بقوة حين داهمها ذكري إحدي محاولاتها للهروب منهتسأل نفسها كيف كانت تجاهد حتي تبتعد عنه و تحرم قلبها من عشق مثل عشق فارسها..
.. فلاش باااااااااااك..
إسراء..
تسير بخطوات حذره على أطراف يده بجيب سرواله ويرمقها بنظرات ماكره مال عليها بوجهه و بدأ يسير بأنفه على وجنتيها مكملا ..
وبعدين ينفع واحدة تهرب من جوزها قبل حتى ما تدوق حضنه وقربه اللي أنا واثق إنك
مش بس هتحبيه..دا أنتي هتدمنيني.. زي ما أنا هتجنن عليكي..
إزداردت لعابها بتوتر من قربه منها إلى هذا الحدو حديثه الجرئ الذي يجعلها على وشك الأنصهار من شدة خجلها وتحدثت بقوة مزيفة قائلة..
أسمع يا فارس بيه.. أنا مش مراتك وحتة الورقة اللي خلتني أمضى عليها دي بلها واشرب مياتها.. علشان الجواز اللي أنا
اعرفه بيكون بمأذون وشهود غير كده ميبقاش جواز أصلا ..
رغم أن حتة الورقة اللي بتقولي عليها دي عقد شرعي ومتوثق بشهود.. بس و ماله يا بيبي اكتب عليكي حالا بمأذون وشهود زي ما أنتي عايزة لو دا هيخليكي تقتنعي إنك مرات فارس الدمنهوري ..
أنهى جملته وأخرج هاتفه من جيب سرواله و طلب إحدي الأرقام و انتظر الرد للحظات..
أيوه يا غفران.. هاتلي مأذون و واحد يشهد معاك وتعالي عندي القصر دلوقتي حالا..
وبالفعل خلال
دقائق معدودة كان يعلن المأذون فارس زوج ل إسراء على كتاب الله وسنة رسول الله..
..تمت