روايه كامله بقلم الكاتبه ميار خالد

موقع أيام نيوز

يقف في جنينة الملجأ في انتظار براء و بجانبه كريم و كان يبدو على يامن التوتر الشديد فقال كريم
مكنش اعتراف ده يا سيدي 
نظر له يامن بتهكم و قال
خاېف يا كريم .. أنت عارف أن براء حساسه جدا خاېف متتقبلش مشاعري دي و ساعتها هكون خسرتها حتى كصديقة عمري 
نظر له كريم و ظهرت إبتسامة صغيرة على جانب شفتيه و قال ليطمئنه
متقلقش .. أتكل علي الله و قولها اللي في قلبك بس الأهم من كل ده .. أنت قدرت تقنع طنط عاليا بمشاعرك دي براء فاضلها شهرين و تخرج من الدار هتقدر في الوقت ده تظبط كل حاجه
زفر يامن بضيق و قال
لسه مقولتلهاش على الموضوع بس أنا مش صغير يا كريم .. غير كده هي مش هتقولي لا لو عرفت إني بحبها .. من صغري كانت بتعملي كل اللي أنا عايزه معتقدش ترفض المرة دي 
كان يامن يقول تلك الكلمات و لكن بداخله كان يكمن قلق خفي من رد فعل والدته حين تعرف أنه قد وقع بحب تلك الفتاه البسيطة التي اقټحمت حياته منذ عدة سنوات أنه يتذكر ذلك اليوم الذي وقعت عينيه عليها تلك الفتاة الصغيرة ذات الشعر الغير مرتب و دموعها التي ټغرق عيونها و نظرات الضياع و الحزن التي قد خيمت في عينيها كل هذا تجمع في طفلة بعمر ال أعوام لم تكن تعرف أي شيء سوى إسمها فقط .. براء 
و في تلك اللحظة دخلت عليهم براء و قالت حين رأتهم
عاملين ايه .. كريم شكلك تعبان كده ليه
قال كريم 
الكلية مطلعه عيني 
ربنا يقويك .. أنا كمان مشغولة جدا في الدار .. بدأت أعلم أخواتي الصغيرين الخياطه و الكتابة
الكاتبة ميار خالد
و هنا لاحظت سكوت يامن لتنظر له بعيون لامعه أردفت
ساكت ليه 
ها .. لا مفيش 
ثم نظر إلي كريم بنظرة ذات مغزي ليبتسم كريم ثم أبتعد عنهم قليلا أردف يامن
براء كنت عايز أسألك علي حاجه ممكن تستغربي شوية بس عندي فضول أعرف و يمكن دي أول مره أسألك السؤال ده 
أبتسمت براء و قالت بمزاح و قد حاولت أن تلطف الأجواء قليلا
أنت متوتر كده ليه .. مش عوايدك يعني 
أرجوكي اسمعيني دلوقتي بس 
ماشي أسأل 
أخذ يامن نفسا عميقا ثم قال
أنت وصلتي للملجأ ده ازاي .. أقصد يعني أنت مش فاكره أي حاجه عن اهلك 
و كانت كلماته تلك كفيله حتى تزيل تلك الابتسامة عن وجهها و قد عادت نظرة الحزن إلى عيونها مرة أخرى و لمعت عيونها و لكن بطريقة مختلفة تلك المرة 
يهمك تعرف
أكيد 
تنهدت براء بضيق ثم قالت
من يوم ما اتولدت و أنا علاقتي مش كويسة مع بابا .. يمكن كنت صغيره اه بس فاكره كل حاجه بالتفاصيل .. فاكره الزعيق و الخناق و
الضړب اللي كنت بشوفه بعيني بس عشان أنا بنت مش ولد زي ما بابا كان عايز 
صمتت للحظات ثم أكملت
و بعدها بابا و ماما أطلقوا و فجأة بقيت أنا مصدر التعاسه لماما و كل ما تشوفني تفتكر إني السبب في طلاقها .. مش فاكره إيه اللي حصل بعدها غير إني فتحت الباب و نزلت الشارع و بعدها حد لقاني و وصلني للملجأ هنا .. بس هي دي حكايتي 
نظر لها يامن بأسف و قال
أنا آسف إني فكرتك بكل ده 
كنت عايز تعرف ليا أهل ولا لا .. أنا ليا أهل يا يامن
بس للأسف مكنش ليا نصيب أعيش معاهم ولا أحس إني بنتهم بجد 
أنا مكنش قصدي اجرحك بسؤالي .. بس من حقي أعرف 
من حقك ليه
تنهد يامن بحرارة ثم نظر لها و أمسك يدها و أردف بهدوء
أنا بحبك يا براء 
نظرت له براء بعيون متسعه من الصدمة ثم سحبت يدها عنه بسرعة و أبتعدت عنه بخطوات و قالت
إيه اللي انت بتقوله ده!
أنا بحبك .. و مش حب صديق أو أخ لا .. أنا بحبك يا براء و عايز أكمل حياتي معاكي 
أنت مستوعب أنت بتقول إيه! و أنت متخيل إني حتي لو وافقت بالعلاقة دي المجتمع هيوافق .. والدتك نفسها هتوافق!
المجتمع و أنا مالي بكل ده .. أنا بقولك إني بحبك أنا مليش دعوة بكل التعقيدات دي 
تنهدت براء بحزن و قالت
عارفه و فاهماك .. بس صدقني كلامك ده هيفتح علينا باب صعب أوي يتقفل تاني 
أقترب يامن منها قليلا و لكنه ترك مسافه حتى لا تنزعج و قال بهدوء و هو ينظر إلى عيونها مباشرة
هرجع اقولك إني مليش دعوة بكل ده .. أنا قولت كلمه واحدة و مستني ردك عليا 
نظرت له براء بتوتر و قد خاڼها قلبها ليخفق بشدة و قد احمرت وجنتيها بخجل و تسربت إبتسامة هادئة إلى شفتيها ثم تنهدت و أردفت
أنا مليش غيرك يا يامن .. أنا بس خاېفة .. خاېفة تتخلي عني في يوم زي ما اهلي عملوا .. و أنا قلبي مبقاش حمل فراق تاني
هو أنا اتخليت عنك في يوم لحد دلوقتي
لا 
طيب ليه بتقولي كده 
خاېفة يا يامن 
أبتسم يامن حتي يطمئنها قليلا و قال
مش عايزك تخافي من حاجه أنا معاكي و عمري ما هسيبك خليكي فاكرة ده 
أبتسمت براء بحب و أردفت
و أنا واثقة فيك 
و هنا أتجه كريم إليهم و ابتسامته المرحه علي وجهه و قال
ايوه يا عم و أخيرا .. لو شوفتيه من شوية يا بنتي كان خاېف و متوتر و أنا ضحكت .. لأني كنت عارف أنك هتوافقي 
ليه يعني و أنت عرفت منين 
يا حبايبي أنتوا الاتنين واقعين 
ضحك يامن على كلام كريم و خجلت براء قليلا و بعد أن انتهت ضحكاتهم تلك نظر يامن إلى براء بعيون تشع بالحب و قال
أنا هروح أبلغ ماما بقراري ده .. و بأذن الله لما توافق قبل ما تتمي ال ١ سنه و تخرجي من هنا هتكوني على إسمي أنا عارف أنه فاضل كام شهر خلاص بس مش عايزك تقلقي 
نظرت له براء بعيون متسعة ترسل له نظرات بألف معني و كأنها تريد ان تقول له إنني أثق بك أرجوك لا ټقتل قلبي و تخذله بك 
أنا واثقة فيك .. متتأخرش عليا 
ابتسم لها يامن ثم خرج من المكان مع كريم و أتجه إلى منزله حتي يقول لوالدته!
الفصل الثالث
توقف كريم بسيارته أمام منزل يامن طالعه يامن بتوتر و كالعادة كان كريم يشجعه بشده و حاول أن يزيح هذا التوتر عنه فقال له كريم
ليه القلق ده كله .. أنت مش قولت أن طول ما أنت عايز الحاجه والدتك مش هترفض
عارف بس في قلق جوايا .. حاسس أن الأمور مش هتمشي زي ما أنا عايز 
متقلقش وخليك واثق في ربنا واتكل علي الله يلا 
أخذ يامن نفسا عميقا ثم ترجل من السيارة وأتجه الي بيته تاركا كريم بداخلها دلف إلى بيته وظل يبحث عن والدته للحظات حتي
وجدها بغرفتها وكان حولها الكثير من الناس و من الواضح أنها تجهز نفسها لحدث ما 
في إيه يا ماما إيه كل الناس دي 
حبيبي أنت وصلت .. أنت نسيت أن النهاردة عندي تكريم ولا إيه 
ضړب يامن
تم نسخ الرابط