كبرنا نكرمهم هما كمان صح ولا إيه.
اترميت فى حضنه وقعدت أعيط وقولتله.. المهمه من غير ماما صعبه قوى يا فارس صعبه قوى.. قعد يعيط معايا وقالى.
عارف يا دان بس لازم نكون أقوى من كده.
تانى يوم سيبنا يونس وبحر فى البيت وروحنا إحنا التلاته ل تيم.. طبعآ لما روحنا عرفنا هو ساب ماما واستغنى عنها وعننا ليه.. بس على قد إللى عنده كانت ماما مشبعانا مش بس فلوس ده حب وحنان وقناعه وكرم وصفات كده واحد زيه ما يسمعش عنها.
روحنا ودخلنا ليه بصعوبه طبعآ لأن الأمن ما كانوش مصدقين إننا أولاده.. ما صدقوش غير لما شافو بطايقنا.. دخلنا ليه وأول ما جه حسيت إنى شايفه فارس أخويا بس كبير فى السن.. ما كانش عارفنا وأول ما دخل فضلنا باصين ليه كلنا من غير كلام.. ولما سأل إحنا مين فارس رد عليه وقال.
أنا الرائد فارس تيم الجندى.. وده الدكتور أوس تيم الجندى.. ودى البشمهندسه دانا تيم الجندى.
أنا هنا عرفت ليه فارس استخدم ألقابنا مع إن ماما معودانا إننا ما نستخدمش ألقابنا غير فى أضيق الحدود علشان فيه ناس بتفكر إنك كده بتتكبرى عليهم يا دانا ف تجنبا للأفكار دى بلاش الألقاب يا حبيبتى .. بس فارس استخدمها وهو بيعرفنا ل بابا علشان يوصله رساله بسيطه واللى هى تعب ليلى ما راحش هدر وبيك ومن غيرك أديك شايف بقينا إيه.
لقيناه فجأه واحده اتجمد مكانه وقعد يبص فينا واحد واحد.. وفجأه جه يسلم علينا وياخدنا بالحضن وهو بيعيط.. بس فارس مدله إيده بس علشان يسلم عليه.. وقاله إحنا جايين هنا ب وصيه من ماما الله يرحمها غير كده ما حدش فينا حابب يكون موجود هنا.
هى ليلى ماټت !
اتفضل حضرتك علشان نقول الكلمتين إللى عندنا علشان ما عندناش وقت.
قعد وفارس حكاله موضوع بحر ويونس وإن ماما كانت مفهمانا لحد قبل ما ټموت مباشرة إنه كان مسافر.. وحكاله إنها كانت لينا الأم والأب سوا.. وما حسستناش ولو للحظه بالنقص ولا إن حد أحسن مننا.. طبعآ كل ده وهو بيعيط.. بس بإيه تفيد دموع التماسيح بعد ما كلو الفريسه.
فارس خلص كلامه وقاله إحنا كده خلصنا مهمتنا ونفذنا الوصيه.. وده عنوان بيتنا.. ولولا إنها وصية ماما برده ما كنتش سمحتلك إنك تعتب من باب العمارة حتى لأن للأسف وجودك غير مرغوب بيه فى حياتنا نهائيا.
ده كان كلام فارس قال كده وقام وإحنا قومنا إحنا كمان وقاله.. عن إذنك.. ومشينا كلنا وروحنا ع البيت خدنا بحر ويونس وروحنا ل ماما قرأنا ليها الفاتحه وقعدنا نتكلم ونهزر معاها وكأنها موجوده وسطنا لسه وكان قپرها زى ما وصتنا كان مزروع ب ورد التوليب الأبيض.. خلصنا وزقينا الورد ومشينا.
بعدها ب أسبوع تيم جالنا البيت وكان جايب معاه تورتة أيس كريم بالفراوله والشوكولاته.. واللى ما يعرفهوش إننا كلنا طالعين ل ماما وعندنا حساسيه من الفراوله والشوكولاته.. كان بيحاول يرجع العلاقات بينا بس للأسف ماحدش فينا كان طايق وجوده أصلا.. وكان تقريبا كل يوم بييجى وبحر ويونس بدأو يتجاوبو معاه وأوس بس أنا وفارس على موقفنا منه ومش عارفين نصفى منه نهائيا.
أنا مسكت شركة ماما ولسه شغاله وكأنها لسه عايشه وما غيرتش فيها أى حاجه لأنى حابه أعيش فى المحيط إللى كانت عايشه فيه وأفضل شامه ريحتها ف كل حاجه حواليا.. الأيام بتمر وبابا ما بيبطلش محاولات معانا وأنا دلوقتي مش عارفه أصفاله ولا أفضل على موقفى بس إللى أنا متأكده منه إنى مش متقبلاه فى حياتى أصلا.
كل يوم برجع البيت أروقه وأعمل الأكل وناكل كلنا زى ما ماما كانت بتعمل بالظبط وأدخل أوضة ماما وأقعد فى البلكونه وأقعد أقرأ مذكرات ماما اللى بقيت حفظاهم عن ظهر قلب بس لمجرد إنى بشم ريحتها فى الدفتر وإنها هى اللى كاتبه الكلام ده بإديها بحس إنها هى اللى بتكلمنى مش مجرد كلام على ورق.
النهايه
مذكرات_ماما
نسرين_محمد