روايه حصريه للكاتبه فاطيما يوسف
المحتويات
ليه البكا
والله والله قلبي ما مامتحمل كل الۏجع الساكن ضلوعك دي ياسكون فين بسمتك فين ايمانك الكبير اللي اتعلمته علي يدك
انت حركتي جبل جوايا ماكان يهزه الريح بفضل ربنا ووقوفك جمبي علمتيني ان معنى السعادة الحقيقي في وجودنا إحنا الاتنين جار بعضنا مرتاحين البال ليه بقى تخلي الموضوع دي بقي شغلك الشاغل لا انت هتركزي في شغلك ولا هتركزي في الدكتوراة اللي فاضل لك حاجة بسيطة وتنهيها
ولا مركزة خالص معاي ووراكي منهج بالكوم كد اكده وانت عارفاني عندي ضمير في منهجنا بالقووي وبصراحة بقى أنا قربت أفرقع من بقالك اسبوع بحاله وانت بعيدة .
ضحكة خاڤتة أطلقتها أخيرا من دعابته ثم عقب عليها وهو يجذبها من رأسها مقبلا إياها
أيوة اكده اضحكي ياشيخة خلى الدنيا تنور
طمنيني عليك عاملة كيف دلوك لسه چرحك هيوجعك
بللت شفتاها الجافة بلسانها ثم طمأنته
الحمد لله اتحسنت كتير والعلاج اللي باخده فيه مسكنات وبقيت كويسة.
ربت على ظهرها بحنو ثم هتف بحمد
الحمد لله طب ايه مش نجهز بقي فرح رحمة فاضل عليه أسبوع عايزين نجيب لبس ليكي وليا اني كمان على ذوقك اكده.
هلبس أي حاجة من عندي في حاجات كتير جبتها وملبستهاش غير مرة واحدة أو مرتين .
ضيق ملامحه عابثا من نظيرتها البائسة
طب ليه بقى ياسكون بقى اني عايز أخرج معاكي وأخليكي تغيري جو وأحاول أخليكي تفكي شوية وترفضي !
زفرت أنفاسها بثقل ورددت پألم نفسي شديد جراء حالتها المتخبطة
رفع حاجبه مستنكرا ما قالت
وه ! كيف يعني مشيلش همك وكيف يعني مشاركيش حزنك
انت هتقولي كلام مخربط مهيعجبنيش واصل .
وضعت الكوب من يدها ثم استئذنت منه بفتور وقامت من مكانها متجهة إلى الغرفة ومنه إلى التخت
نفخ بضيق وهو يمسح على خصلات شعره من تغير سكون وحزنها الدائم ولم يعرف كيف يتعامل معها ثم نفث همه وأخرج سجائره وبدأ بح رقها وهو يجلس على الكرسي مستندا برأسه وقد أوشكت شمس النهار أن تشرق لتعلن عن ميلاد يوم جديد
ظل على حاله هكذا حتى أصبحت الساعة السابعة صباحا فدخل إلى الحمام وأخذ حماما باردا كي يهدأ من ثوران ج سده الذي تغزوه الحرارة
والله حرام عليكي اللي هتعمليه فينا دي اني عارف انك سمعاني ياسكون متحاوليش تدخلي روحك في حالة اكتئاب وتوبقى من القانطين لإرادة ربنا ارضي ياحبيبي علشان ربنا يرضى عنينا .
ما زالت مغمضة العينين كما هي وهي تعطيه ظهرها ولكن خانتها عينيها بدموعها التى هبطت على وجنتيها حتى استقرت على كف عمران مما أرعبه عليها ولكن مابيده شئ يقدمه لها الآن وما فعل سوى أنه جذبها إلى أحضانه الحانية وخبئها بين ضلوعه وما كان منها إلا أنها تمسكت بأحضانه بشدة وقد زادها هم الحكم عليهم بالفراق فهي أصبحت متيقنة الآن أن زينب لم تتحمل الصبر ولن تصمت تود أن تظل داخل أحضانه تود أن يأخذها ويعيشا في مكان بعيد لم يعرفهم أحدا فيه كي يستطيعا مدواة بعضهم البعض ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فمن المستحيل أن يترك عمران أبويه وهو ابنهم الوحيد لذلك كلما صال عقلها وجال تزداد الدموع سقوطا وحقا من يرى عينيها الآن يطلق عليها لقب مدينة الدموع ظل في أحضانها وهو يربت على ظهرها بحنو ويحثها بكلماته الراقية الناعمة لها أن تهدأ حتى شعر بانتظام أنفاسها ويبدو أنها غفت من كثرة الدموع التى أشعرتها بالثقل في رأسها فوضعها على الوسادة ودثرها بالغطاء بعناية وهو يتعامل معها كما أنها طفلته الصغيرة التى يخشى عليها من نسمة الهواء أن تصيبها بالبرد
نامي وارتاحي يابابا ربنا يريح قلبك يارب .
ثم قام من مكانه وهو يحمل أشياؤه وخرج من شقته وهو يشعر بأن هموم الدنيا تكومت فوق رأسه من حالتهم هو وزوجته ولكنها إرادة الله وما إن أراد رب العباد في شؤون عباده فما علينا إلا الحمد والرضا بما قضاه علينا
فور نزوله وجد والدته تجلس في بهو المنزل تمسك مسبحتها وبيدها ذاك الكتيب الصغير ويبدو أنها تقرأ اذكار الصباح وما إن شعرت بوجوده الآن ورأته قادما عليها حتى وجدت أنها أتتها الفرصة كي تتحدث معه وحدهم دون وجود زوجته أو أبيه
أو حتى إحدى أختيه أقدم عمران إليها وقبلها من رأسها وهو يلقي عليها تحية الصباح
صباح الخير ياحاجة كيفك
ربتت على ظهره بحنو وردت صباحه
صباح الخير يا حبيبي
ثم أكملت وقد تبدلت معالم وجهها الباسمة إلى أخرى لائمة إياها
بس مش زينة خالص ياعمران وزعلانة منك انت ومرتك وشايلة في قلبي منيكم شيلة تقيلة قوووي ياولدي .
تنهد بثقل وألم نفسي شديد فهو ما كان ينقصه عتاب ولوم والدته الآن فما فيه من تعب وهموم يكفي العالم أجمع ولكن حاول تهدئة حاله ونحى همه على جانب فذاك طبع الرجال في شدتهم أقوياء وعاطفتهم لابد أن يتغلبوا عليها مهما بلغ حزنهم ثم سألها بنبرة تبدو أكثر هدوءا
ليه اكده ياحاجة إحنا صدر منينا ايه عاد يزعلك دي حتى ولا اني ولا مرتي نستجري نعملوها ياست الناس
وه ياولد بطني هتاكل بعقلي حلاوة اياك ! نطقتها زينب بنبرة استنكارية نظرا لما تفوه به واستدعائه الجهل الآن وهو يفهم مقصدها وتابعت بسخط
إنت عارف اني بتكلم عن ايه بالظبط ما تلفش وتدور على زينب ياعمران انت فاهمني زين يابن بطني ليه تح رق قلبي عليك وتخليني كل عشية اقعد ادعي ربنا يعجل بالفرح ليك ولمرتك ولقلبي قبليكم وانت هتخبي علي إن مرتك تعبانة أمك مصعبتش عليك ياعمران وانت هتبلفها كل يوم والتاني بأي كلام علشان تريح راسك انت والحلوة مرتك !
أخذ نفسا عميقا وهو ينظر للجهة الأخرى كي لاترى والدته ملامحه الغير المتقبلة لعتابها كيف سيلاحق من الهموم الآن التى تأتيه من كل صوب وحدب
لم يعرف أيحزن على حاله هو وزوجته وما قدره الله لهما أم على نفسيتها المدمرة أم على الح رب الضارية التي بدأت والدته الآن بشنها عليهم !
دلوك ساكت ومعرفش ترد علي ياعمران ولا بتشوف لك اي حجة تهدي بيها أمك ... تلك الكلمات الغاض بة التي ألقتها زينب في اذناي ولدها وما كان منه إلا أنه ردد بروح منهكة
الكلام ممنوش فايدة يا حاجة اللي يخص مرتي وتعبها ليها هي وبس مكانتش حابة تشغل بالكم ولا تقلقكم عليها وخصوصي اللي فيها دي بيد ربنا سبحانه وتعالى مش بيد عباده فالكلام فيه لاهيقدم ولا هيأخر .
انتفضت زينب وقد أصابها الڠضب الشديد من رده اللامبالي عليها وهدرت به
إنت هتجنني ياواد انت بردودك داي !
اوزن الكلام واعقله قبل ماتقول دي ولية خرفانة هقولها اي هري وخلاص
إنت ناسي سنك كام ياعمران
واسترسلت حديثها بصوت غليظ وهي تطيل الكلام بلسانها كي تجعله يتذكر عمره الغافل عنه
إنت عنديك ٣٦ سنة عارف يعني ايه ! يعني فاضل أربع سنين وتدخل الأربعين هتستني ايه تاني يا عمران وياريت حاجة ليها وقت محدد له دي يابني في علم الغيب .
اندهش عمران من نبرة اليأس التي تتحدث بها ثم سألها بتخوف من حديثها
سيبك من إن كل حاجة بإيد ربنا وإن العبد ملهش يد في اللي مقدره ربنا عليه وأننا مطالبين بالرضا في الاول وبعدين السعي اني مطلوب مني ايه أعمله يا أم عمران علشان أرضيكي أو في يدي ايه أعمله ومعملتوش
هو حل واحد مفيش غيره تتجوز ياعمران ... نطقتها زينب
بفم متجبر دون أن تراعي وجعه على زوجته وعلى حالتها دون أن تراعي أنه رجل عاشق متيم بغرام امرأة في عينه أما وأبا وابنة وزوجة وأختا في عينيه بنساء العالم كلهم فنطق لسانه هو الآخر برفض قاطع كي يجعلها تفقد الأمل
لو مهخلفش خالص يا أمي مهتجوزش على سكون لو هعيش بطولي اني وهي طول العمر وما أرادش ربنا مهتجوزش ولا هعاشر غيرها أصلك مفهماش حاجة عن ولدك كيف كان وكيف صار مفهماش إنها غير اي ست في الدنيا كلاتها فريحي بالك يستحيل لو اخر يوم في عمر عمران تدخل درة على سكون وأقهرها .
رفعت حاجبها بغيظ شديد ولكن حاولت كظمه وهتفت بحزن عميق لم تستطع تخبئته
هتعصي امك ياعمران وتقهرني وتم وتني ناقصة عمر علشان عايزة اشيل عوضك على يدي عايزة أحفاد ليا من صلب ولدي الوحيد
زفر أنفاسه بحنق شديد من إصرار والدته على ډم اره وزاده عليهم التوقيت ذاته في ذاك الحديث كأنها تريد أن توصل له رسالة واضحة وضوح الشمس في كبد النهار انها لن تتنازل عن حفيد لها فهو الآن يقف بين والدته وبين عشقه الأول والأخير بل والأبدي ثم حاول تهدئة حاله كي لايدخل النقاش منطقة العناد وهو يعلم والدته ومدى إصرارها فهتف محاولا إقناعها
طب نفترض ياحاجة أن اني بدال.... قبل أن يكمل كلمته التي فهمتها على الفور أشارت بيديها أمام فمه أن يصمت هاتفة بنفي مصاحب للقوة
متكملش افتراضك طالما مش موجود ومدخلهوش في الحوار من أساسه ولو عايز تفترضه ربنا شرع للراجل يتجوز مرة واتنين وتلاتة طالما قادر واحنا قادرين قوووي الحمد لله وطالما عادل واني سكون هحبها وهعتبرها كيف بناتي وربنا العالم مهسمحلكش تميل بكفتك وهشيلها على راسي من فوق ومهسمحش بإھانتها واصل لحد أخر نفس فيا .
شتتت شمل قوته ودقت عليها بقوة ولكنه سألها
طب وهي يا أمي ذنبها ايه تتحمل وجود مرة تانية في حضڼ جوزها وانت ذات نفسك متحملتيش اللي عايزاها تتقبله وهديتي الدنيا وقومتيها مقعدتيهاش
شبكت كفاي يداها في الأخرى وعللت
اني غير مرتك اني مخلفة الولاد والبنات ربيت وكبرت وعلمت وسندت وياه كتف بكتف معنديش نقص في أي شئ علشان بوك كان يتجوز علي فطبيعي وقتها اني أثور وأقلب الدنيا وارفض اللي أني مستحقهوش .
جبتي القساوة دي كلاتها
متابعة القراءة