روايه كامله بقلم ناهد خالد

موقع أيام نيوز


له كالضائع .. ېدخن سيجارته بشرود وهو ينظر لنقطه وهميه شعره مشعث بشكل بشع وذقنه ناميه بشكل كبير مستندا بظهره علي الفراش .
نصف ساعه كامله وهي تحدثه ولا يجيبها كالعاده ........
يأست من أن يرد عليها نزلت لأسفل فوجدت زين يجلس فوق الأريكه بحزن يجلس معها منذ ماحدث فكيف تتركه لوالده الذي يغيب عن الدنيا ..
اي يا حبيبي زعلانه لي 

نظر لها بحزن وقال 
ماما وحشتني هي مش هترجع بقي .
أدمعت عيناها وهي تحاول التماسك أمامه وقالت 
مش قلنا إن ماما تعبانه ومش هينفع ترجع غير لما تبقي كويسه .
ذم شفتيه بضيق 
وهي هترجع امتي 
أحتضنته وهي تحاول أن تلهيه عن الحديث في هذا الأمر وقالت 
طيب مش عاوز بابا 
رفع رأسه لها يقول 
أنت قولتي أنه مسافر .
ابتسمت تقول 
ورجع .
وقف بفرحه يقول 
بجد عاوز أشوفه .
ربما يقدر ابنه علي فعل ما لم تستطع هي فعله .
______ ناهد خالد _________
بابا .
رفع رأسه له ركض زين سريعا يحتضن والده بقوه أسرع في إطفاء سيجارته وقامت والدته بفتح النافذه كي تخرج الأدخنه من الغرفه .
ابتعد قليلا يقول 
بابا أنت وحشتني اوي .
رفع كفه يملس به علي وجنته وهو يقول لأول مره منذ شهر ونصف 
وأنت كمان .
ابتسمت والدته باتساع فأخيرا قد بدأ بالحديث .
أجفل حين استمع لولده يسأله 
هي ماما مجتش معاك هي اتأخرت ووحشتني اوي .
ك بالون ممتلئ بالماء ووخزته بسن إبره فإنفجرت المياه منه ....هكذا كان هو احتضن ابنه بقوه واڼفجر بالبكاء بكاء حاد أشبه بالصړاخ وكأنه أدرك للتو حقيقة ذهابها كان صامدا الفتره الماضيه رغم حالته السيئه لكن لم يبكي لم يكن يستوعب حقيقه الأمر بالكامل كان يشعر بغيابها لكن لم يقتنع أنه لن يراها ثانية 
ذهبت ذهبت قبل أن يعتذر لها ذهبت وتركت له ذنب كبير لا يستطيع غفره لنفسه ذنب كل لحظه أحزنها بها كل لحظه امتدت يده عليها فيها ذنب كل دمعه نزلت من عينها يوما بسببه ذهبت وتركت له ندما لن يداويه الزمن .
وقف أمام قپرها بعدما وضع باقه من الزهور الحمراء التي تحبها كل جمعه يقضيها معها يأتي ليحكي لها عن أحداث الأسبوع بأكمله من السادسه صباحا للسادسه مساء يقضيها هنا معها .
ابتسم وهو يقول باعتذار 
أنا آسف يا حبيبتي النهارده مش هقدر أقعد معاك لآخر النهار لازم امشي كمان ساعتين بالكتير ...
ابتسم أكثر وعيناه التي أحاطها بعض التجاعيد تمتلأ بالدموع 
النهارده فرح زين يا ءآلاء هيتجوز النهارده زي ما حكيتلك الجمعه الي فاتت مصر أني أكون موجود في التحضيرات والحقيقه أنا مش عاوز أسيبه في يوم زي ده لوحده أخوك كمان معاه كان نفسي تبقي معانا كان نفسي تشوفي زين وهو بيكبر قدام عينك لحد ما بقي مهندس محترم زين عمره ما نسيك دايما كان محتاجك حتي لو مكنش بيقول عشان ميتعبنيش لسه مش قادر ينسي يوم مادخلت المستشفي لما حصلتلي الذبحه لسه مش قادر ينسي خوفه يومها رغم أن الحكايه عدي عليها 15 سنه دايما بشوف خوفه من أني أتضايق أو أزعل فتحصلي تاني يمكن مش قادر يعرف أن بعدك مبقاش في حاجه تزعلني غيابك كان أكتر حاجه زعلتني ومش هيحصل زيها تعرفي أنا عارف إن زين مش هينساك طول اليوم النهارده بالزات عارف حزنه لأنك مش جنبه بس بيداري .
أخذ نفس عميق وقال 
كل الناس بتقول أن خلاص بجوازه هيكون دوري انتهي معاه ميعرفوش أن الدور الأهم لسه هيبدأ أوعدك أني عمري ما هسمح أن ابني يكون زيي مع مراته أوعدك إن الي أمي معملتوش معايا ومكنتش بتوقفني عند حدي أنا هعمله معاه .
ذم شفتيه وهو يكمل 
أمي عمرها ما كرهتك يا ءآلاء صدقيني أمي متربيه علي إن الست تستحمل أي حاجه من جوزها ومن غير ما تشتك حتي عشان كده كانت ضدك لكن هي حلفتلي أنها عمرها ما كرهتك ومكنش قصدها تحرضني عليك هي دلوقتي معاك أنتوا الاتنين سبتوني ومشيتوا بتمني أني أكون معاكوا قريب ........ غيابك كسرني مبتغبيش عن بالي لحظه وبشوفك في كل حاجه بعملها تخيلي أني لسه بشم ريحتك في البيت عمرك ما هتغيبي عن حياتي كنت بتمني لو لحقت اعتذرلك وأعوضك بس ربنا كان له ترتيبات تانيه .
قطع حديثه حين وجد ابنه يدلف المقاپر التف يطالعه باستغراب 
زين أنت اي اللي جابك النهارده 
اقترب حتي أصبح جواره وضع باقه ورد مماثله لباقة أبيه وهو يعتدل في وقفته ويقرأ الفاتحه انتهي منها فنظر لوالده وقال 
نفس الي جابك يا بابا أنت فاكر أني ممكن أتجوز من غير ما أجي لأمي واقرلها الفاتحه وأخد بركتها .
ايوه بس أنت عندك كتير تعمله .
معنديش أهم منها .
تنهد دياب بحزن وهو ينظر لقپرها ويقول 
كويس أنك جيت عشان الكلام الي عاوز أقوله يبقي في حضورها وتوعدني قدامها .
نظر له يقول باستغراب 
اوعد حضرتك ب اي 
توعدني متبقاش زيي .
التف ينظر له وهو يكمل 
توعدني متخربش حياتك بايدك زي ما عملت أنا عشت مع والدتك 6 سنين وكام شهر يمكن نصهم راحوا في خناقات ومشاكل كانت كلها بسبب غبائي أنا عارفه أنك طبعك هادي مش عصبي زيي وده الي حرصت عليه طول تربيتي ليك عمري اتعصبت عليك 
لا حضرتك علي طول بتكلمني براحه وتفهمني حتي لو غلطان.
عشان اتعلمت الدرس صح يمكن متأخر بس اتعلمته أنا زعلت أمك كتير اوي وجيت عليها وأذيتها وفي كل مره كنت بعتذر وأندم فاتعودت اتعودت أغلط واندم واعتذر بس معملتش حساب أن ممكن في يوم ملحقش اعتذر وده الي حصل اتخانقت معاها وأنا في الشغل وروحت اجيب ليها بوكيه ورد زي ده عشان اصالحها وهي نزلت تجيب حاجات ليك من السوبر ماركت بس وهي راجعه عربيه خبطتها وكانت سريعه وماټت قبل ما ألحق أوصلها أوعي تأجل اعتذار أنت مش ضامن هتلحق تعتذر ولا لا بجانب ۏجع اشتياقي ليها في ندم بېقتلني كل يوم ندم مش هيفارقني غير بمۏتي أوقات بقول طب اي ذنبها ټموت معقول يكون مۏتها عشان أندم ! بس عرفت أن تفكيري أهبل محدش بيسيب من عمره لحظه يابني وده عمرها وقدرها بس ربنا حب يعيشني بندم أكبر لما أعمل مشكله معاها قبل مۏتها وملحقش أصالحها لكن هي كده كده كانت ھتموت .
زين اوعي في يوم تيجي علي مراتك وتشوف أنه عادي ومتعودش نفسك علي أن هغلط واعتذر والموضوع هيعدي ومش مع مراتك بس يابني مع اي حد اتحكم في غضبك عشان متعش عمرك كله في ندم لو اټخانقتوا ولاقيت نفسك هتتعصب وھتأذيها بكلامك او ب إيدك ابعد سيبها وامشي لحد ماتهدي واوعي تختار ايدك عشان تحل بيها
 المشكله ده أذي بيعلم في الست ومبتنسهوش أبدا اوعدني تحكم عقلك وتحافظ علي مراتك وحياتك معاها .
ابتسم له يقول 
اوعدك يابابا .
ربت علي كتفه يقول 
وأنا واثق في تربيتي ليك ولو في يوم مراتك جت تشتكيلي أنا أول واحد هقف في وشك سامع
أومئ بهدوء 
حاضر يابابا متقلقش يلا .
اسبقني وأنا هاجي .
خرج ابنه والتف هو لها يقول 
يارب اكون قلت الكلام الي كنت هتقوليه له لو كنت موجوده همشي دلوقتي واجيلك بكره عشان ملحقتش اقعد معاك مع السلامه ياحبيبة عمري .
أغلق بوابة المقاپر خلفه ووقف ينظر لقپرها من بين قطبان البوابه وعيناه تتعلق به وكأنه يري وجهها يطبع عليه يقسم أنه لم يحب أحد مثلما أحبها ولكن لم يكن الحب وحده كاف ليبني حياتهم التي كانت ستنهار حتما حتي ولو لم تذهب هي كانت ستنهار بيده ستنهار لأن ......الحب لا يبني حياه كامله لكنه عامل قوي وكبير تدعمه أشياء أخري أشياء لا تقل أهميه عنه .
لاتؤجل اعتذار ولا تؤجل اعتراف لإشعار آخر فربما الوقت يتسرسب من يدك دون أن تشعر وإن بقيت أنت ربما لن يقدر للطرف الآخر أن يبقي . ناهد خالد 
لاتجعل غضبك يتحكم بك ويسيطر علي أفعالك فټؤذي به من تحب وتعش حياتك نادما في وقت لايجدي فيه الندم نفعا . ناهد خالد 
أعلم أنكم لاتحبذون النهايات الحزينه ولكن أليست من واقعنا ! ألم تسمعوا يوما عن اعتذار سبقه القدر فلم ينفذ عن شخص عاش حياته نادما علي ما فعله بحق الراحل إن كانت هذه روايه ربما لفكرت بتغيير النهايه وجعلها ورديه أو تنتهي بإنفصال متوقع لكنها حكايه من ضمن حكاية هل فات الأوان السلسله الأكثر واقعيه في كتاباتي لذا تختلف النهايات بها حتي وإن كان معظمها متوقع ....
ناهد خالد 
و سؤال خاتمة حكايتنا المعتاد هل فات الأوان في حكاية دياب و ءآلاء والإجابه كوضوح الشمس .
انتهت 
السلسله_القصصيه_هل_فات_الأوان
رأيكم

 

تم نسخ الرابط