رواية إبن الخادمة وسليلة العائلة مكتملة لجميع فصول بقلم الكاتبه المبدعة فاطمة حمدي
المحتويات
عمرك يا بابا وميحرمناش منك أبدا
نظر الحاج محمود إلي عمر وقال أوعدني يابني تحافظ عليها ومتهنهاش عمرك عشان أبقي مېت مطمن عليها
أسرع عمر واجاب عليه قائلا متقولش كده يا حاج أمل في عنيا ربنا يبارك في عمر حضرتك
إبتسم له الحاج محمود وقال أنا متأكد انك هتحافظ عليها يابني ربنا يسعدكوا
ثم جلس ونظر إلي إبنته أميره الواقفه مع المعازيم وحدث نفسه قائلا عقبالك يابنتي أنتي كمان ربنا يسعدك زي اختك
وفي ذات يوم في المساء
تشاجر مصطفي مع إيمان لنفس ذاك السبب وهو عملها الذي أخذ وقتها في الفتره الأخيرة وعادت تهمل في بيتها مرة أخري مما جعل مصطفي يثور عليها ويخرج تاركا إياها تبكي وخرج هو غاضبا
نهض عن فراشه بخطوات متثاقله ولكنها سريعه نوعا ما متجها إلي المرحاض ليتقيئ وينازع مع الآلآم التي سكنت جسده الواهن أصبح في حالة من الهزيان والمړض حاصره بل وتمكن منه ظل يتأوه بصوت
عال في المرحاض حتي إنتفضت نجيه في الفراش ومن ثم أسرعت متجهه إلي الخارج وهي تقول بلهفه يالهوي يا ساتر يارب مالك يا حاج
أمسكت نجيه به وهي تقول من بين دموعها التي إنسابت بغزاره حزنا علي زوجها بعد الشړ عليك يا حاج محمود متقولش كده تعالي معايا يا حاج تعالي
سار معها الحاج محمود وهو يستند عليها حتي وصلا إلي الفراش ومن ثم ساعدته نجيه علي النوم وجسده يرتعش وكأنه أصبح لوحا من الثلج وأخذت حبات العرق تنبع من جبينه بغزاره حتي لاحظت نجيه فأمسكت كف يده رأته كالثلج تماما إنتفضت ذعرا من هيئته وهي تري جسده يتشنج وكأنه بالفعل يصارع وقفت لثوان لا تعرف ماذا تفعل !! إقتربت وهي تهزه بيديها بقلق وخوف
أخذ محمود زفيرا قويا بصوت عال مما جعلها تلطم علي صدرها وهي تنادي بأسماء أولادها يا أميره يا أمل يا سالم
أنتفض ثلاثتهم ونهضوا متجهين الي غرفة والديهم أسرعت أميره وهي تقول في ايه يا ماما بابا ماله
نجية من بين دموعها مش عارفة يابنتي مش عارفة
لتصرخ أمل هي الأخري باكية لا لا بابا لا بابا
وكذلك سالم الذي كان مذهولا ودموعه علي وجهه تتساقط بشده وهو ينادي علي والده الممدد علي الفراش لا حول له ولا قوه !
جلست نجية بجانب زوجها وهي تبكي ولكن محاولة التماسك وقالت حاج لا متسبناش ده احنا ملناش غيرك يا حاج
عاد مصطفي إلي المنزل بعد أن سار بسيارته ساعتان متواصلان ليخرج فيهما شحنة غضبه دلف إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وإتجه إلي غرفة النوم فلم يجد زوجته فأتجه إلي غرفة إبنته فوجدها جالسة علي الأريكه الصغيرة وقد غفيت وهي جالسة أمام إبنتها الغارقه في نومها تنهد مصطفي بعمق ثم إتجه إليها ليفيقها بهدوء وهو يقول اإيمان إيمان !
لم تجيب إيمان عليه وتصنعت النوم وما كان من مصطفي إلا أنه حملها برفق بين ذراعيه بعد أن إعتقد أنها نائمة وإتجه بها إلي غرفتهما وكاد أن يضعها علي الفراش ولكنه تفاجئ بها تتعلق في عنقه وتقول بدلال خليك شايلني شوية يا مصطفي عشان خاطري
رفع مصطفي أحد حاجبيه وقال بجديه يعني كنتي عامله نفسك نايمه !!
أنزلها مصطفي لتقف علي قدميها وينظر إلي عينيها ايمان ملكيش كلام معايا من فضلك ياريت تخليكي في حالك ودلوقتي أنا عايزك تختاري بينا ! يا أنا يا شغلك يا ايمان !!
أغلقت ايمان عينيها في ضيق ثم أعادت فتحها وهي تقول يا مصطفي ليه عايز تمحي وجودي و
قاطعها مصطفي پحده وهو يقول كلمة واحدة يا ايمان ومعنديش غيرها
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها رنين هاتفها لتقول باستغراب وهي تلتقطه من علي الكومود خير يارب يا تري مين الي بيتصل !
تسرب القلق إلي قلبها حين وجدت إسم أمل علي الشاشة فأجابت سريعا قائلة بقلق أمل في ايه أنتوا ك
لم تكمل جملتها حتي آتاها صوت شقيقتها الباكي وهي تقول ايمان بابا ماټ يا ايمان إلحقينا بابا ماټ
تصلبت إيمان في وقفتها وقد إتسعت مقلتيها وهي تنظر إلي
زوجها بأعين دامعة ضائعة لينتابه مصطفي القلق وقال متساءلا بقلق في ايه يا ايمان مالك !
خرج صوتها كمن تحت صخرة كبيرة لتقول بصوت باكي مټألم ب ب بابا ماټ ب بابا أمل أنتي بتقولي ايه لتصرخ باكيه بهستيريه بعد ذلك فأخذ مصطفي الهاتف وقال بحزن لا اله الا الله حصل امتي يا أمل
والده أخذت إيمان تبكي وتشهق بمرارة وهي تنتحب وتقول بابا ماټ يا مصطفي بابا ماټ
أخذ يهون عليها وهو يربت علي ظهرها وهو يقول بنبرة حزينه ده مكتوب علينا يا ايمان اهدي يا حبيبتي ربنا يرحمه برحمته
إبتعدت عنه لتركض الي الخزانه قائلة من بين دموعها لازم نسافر دلوقتي يا حبيبي يا بابا يا حبيبي
دلف مصطفي إلي غرفة إبنته وحملها من فراشها وهي نائمه علي كتفه ثم خرج وأخذ مفاتيح سيارته حتي انتهت ايمان من ملابسها وسارت معه إلي خارج المنزل وسط بكائها المرير
الحلقه الرابعة عشر
انه احساس غايه في الألم والابناء يصطفون لوداع ابيهم وفي قلب كلا منهم غصه
لحظة خروج والدهم محمولآ علي الاعناق فيما يسمي بالنعش
وبناته يقفن علي باب البيت وكلا منهن تبكي بحرقه
ووقفت اميره ترتعد و تنظر الي شقيقاتها كلا منهن يحتويها زوجها وهي تواسي حالها الا ان حضرت نجمه وصديقاتها الاخريات
دخلت البنات الي البيت وذهب الرجال ليتبعوا الجنازه
وقت عصيب مرير قالت ايمان وهي تبكي يلا يا بنات نقرأ قرٱن لبابا وندعيله بالثبات عند السؤ ال
البنات رحمه لابائهن احياء واموات يجتمعن للدعاء لا بيهن الذي حرمهن من الميراث وهن لا يعلمن شيئا مما فعله
وجلست نجيه تبكي في صمت وهي تحمل هم ما قدتفعلنه بناتها اذا علمن بالوصية الجائره شعرت بالشفقه تجاههن لانها تراهن ضعيفات مقهورات بمۏت والدهن
لكن تلك الشفقه بعد فوات الاوان ليتها نهته عما اراد ان يفعل لكنها طاوعته ببساطه وبدون معارضه
عاد الجميع من المقاپر وبحث عمر بعينيه عن امل فلم يجدها حيث كانت في حجرتها مع شقيقاتها وكلا منهن تحمل مصحفا ترسلن لابيهن الرحمات وهو ترك لهم القهر والاحساس بالدونيه
قال عمر لسالم بحنان روح يا سالم نادي لامل انا هستناها في الصالون
ثم دخل الي حجرة الصالون وجلس ينتظرها
بعد قليل دخلت امل اليه الحجره وهي ترتدي عبائه سوداء وحجاب اسود وقد احمرت عيناها من كثرة البكاء
اقتربت منه امل وقالت بهمس نعم
عمر بحنان اقعدي يا امل واشار علي مقعد بجواره
جلست امل بضعف واخفضت وجهها تنظر الي الارض بحزن شديد
مسك عمر ذقنها بيده ورفع وجهها لتنظر اليه وقال
انا جنبك فاهمه انا معاكي انتي حبيبتي يا امل ومراتي وكل دنيتي عاوزين نتجاوز المحنه دي بسرعه وترجع الابتسامه لوشك الحلو ده
انهمرت الدموع علي وجنتيها ونظرت اليه نظرات حزينه وهمست
ابويا ماټ وحاسه اني انكسرت
عمر بحنان عمرك ما هتنكسري وانتي معايا فاهمه انا ديما هقويكي واسندك
ثم قال ضاحكا يا بت دا انا بحبك
امل بطفوله احترم نفسك دا وقته
عمر اه اه لو كنا متجوزين وفي شقتنا اقسم بالله كنت نسيتك الهم وخليتك اخر فرفشه
امل بغيظ انت مچنون ولا ايه حد يقول كده لواحده بيواسيها لمۏت ابوها
دا مش وقت ال بتعمله دا
عمر يدعي البراءه بعمل ايه بواسي مراتي
كان يقصد ان يجعلها تنسي الحزن ولو قليلا ولكن حزنها كان اكبر من ان تتجاوب معه
فاخذت تبكي وتنهنه ثم قالت عن اذنك انا محتاجه ادخل وانا م انا تعبانه بجد
عمر انتي بتتعمدي ماتقوليش اسمي صح
امل ايوه انا متعوده اقولك يا دكتر والموضوع جه بسرعه وكمان علشان في الكليه محدش يلاحظ
عمر بغيظ انتي مش معقوله يا امل بحد مش معقوله
والحياه لاتظل علي وتيره واحده مرت الايام وبدئت النفوس تهدأ قليلا
وفي منزل مصطفي عاد من عمله ليجد ايمان تجلس متكوره علي سريرها وتضع راسها بين يديها
حبيبتي قاعده ليه كده مش قلنا نرجع لطبيعتنا بقي ونحمد ربنا
ايمان وهي دامعه افتكرت بابا الله يرحمه
مصطفي بمحيه انا بابا وانا ماما وانا انور وجدي كمان
ابتسمت ايمان من مداعبته وقالت
ربنا يخليك ليا يا رب
مصطفي بحنان طب يلا البسي ولبسي لوما انا عازمكم علي فسحه هنتعشي واوديكم الملاهي
دخلت سلمي الي الحجره وهي تصيح
سمعتك يا بابي هتودينا الملاهي
سلمي مامي قالت لي عاوزه تقعد لوحدها شويه
مصطفي طب يلا اجهزوا بسرعه
خرج مصطفي من الغرفه تتبعه نظرات ايمان الشاكره
فهي تشعر كم هو عطوف وحنون ولا تختلف معه الا بخصوص موضوع عملها فقط
انه رجل بكل ما تحمل الكلمه من معاني
ويقف بجوار زوجته في السراء والضراء
وايمان تبادله حبا بحب
وتتعجب لماذا يكره عملها الي هذا الحد
تعالت الزعاريد في بيوت القريه لقد ظهرت نتيجة الثانويه العامه
وفوجئت اميره بنجمه تطرق البيت وهي لاهثه وتصيح اميره يا اميره نجحنا يا ميرو والله نجحنا
فتح سالم لها الباب لتصيح اميره فين يا سالم
سالم بدون اهتما م اهي قاعده مع امل في اوضتهم
دلفت اميره الي الحجره وتبعتها نجيه لتشيع جو من البهجه والسعاده فقد نجحت اميره وحصلت على مجموع يؤ هلها لكلية الاداب التي ترغب في دخولها
ميره بسعاده يهنئنها بالنجاح
وقالت امل انا هتصل اقول لايمان
نام عاصم علي سريره بعد ان اغلق باب الحجره عليه كان كاي شاب في سنه يتمني الزواج والاستقرار واخذ يتخيل اميره في بيته تستقبله وهو عائد من عمله بابتسامتها الجميله سمع زغاريد
متابعة القراءة