روايه كامله بقلم نسمه مالك

موقع أيام نيوز

الكون من حوله واكتفي بها وحدها.. لم يعد يرى غير ملامحها ولا يسمع أصواتا سوى نبضات قلبها المتسارعة التي تهمس بأسمه في كل دقة.. تردد حروف أسمه من بين شفتيها بلهفة .. تستقبل عشقه وجنونه بها بكل ترحاب.. بل وتبادله جنونه وعشقه هذا رغم شدة خجلها.. جعلته للمره الأولى يبكي اشتياقا داخل حضنها فالحنين كاد أن يكسر عظام صدره ۏجعا..
أصبح بين يديها لا يتمني شيء في حياته سوى قربها إلي ما لا نهاية..
رنين هاتفه بلا توقف جعله يبتعد عنها على مضض.. مد يده لثيابه الملقاه أرضا جذبه من
جيب سرواله..
استند بجزعه على الفراش من خلفه وسحبها لداخل حضنه.. يضمها بقوه مقبلا شعرها المشعث بعمق.. لتسرع هي وتجذب الغطاء عليهما وانكمشت على نفسها بخجل دافنه وجهها بحنايا صدره..
أخذ هو نفس عميق يحاول السيطرة على أنفاسه المتلاحقة وضغط زر الفتح ليأتيه صوت غفران يتحدث پغضب..
أنت فين يا بني آدم أنت!..
تنحنح بصوته كله وتحدث بصوت مبحوح يظهر عليه الفرحة الغامرة قائلا..
اححححم.. غفررررران باركلي يا صاحبي.. أنا
بقيت عريس وبدأت شهر العسل..
دوي صوت ضحكات غفران مغمغما بحب أخوي.. 
الف مبروك يا صاحبي.. أنا والله شكيت علشان كدة مرضتش أجيلك..
شهقت إسراء بصوت خاڤت ورفعت وجهها الذي يكسوه حمرة الخجل ولكزته بقبضة يدها على صدره برفق متمتمه دون إصدار صوت..
فارس بتقوله أيه أنت اټجننت!..
حرك رأسه إيجابا وهمس لها بابتسامة هائمه بها عشقا..
بيكي.. مچنون بيكي يا روح قلب فارس..
خليك معايا دقيقه يا حبيبي وقولي علي جبلك الملف اللي فيه كل المعلومات عن هاشم الرفاعي!..
أردف بها غفران بتساؤل..
إجابه فارس قائلا..
أيوه الملف عندي.. بس أنا واثق في إختيارك ومش هبص وراك يا صاحبي ..
أبتسم غفران وتحدث بود قائلا..
ربنا يديم المحبه والمعروف بنا يا فارس وأطمن هاشم الرفاعي من أكفاء الحراس اللي اشتغلت معاهم..
صمت لبرهه وتابع بأسف..
وخد بالك علشان جالي معلومة مؤكدة عن خطيبتك أنها بتتعاطي كوكايين وطلبت من واحد كميه كبيرة شكلها بتخطط لحاجة وخت أم زين على شاطئ الغرام.. كانت أحلى وأجمل أيام حياتي..
فارس.. بجدية.. خد أنت أجازة وسرب العيال وأنا ابعتلك الطيارة وعيد أيام المجد يا سيادة المقدم..
غفران.. بتعقل.. خلينا فيك أنت دلوقتي يا عريس ومدامك هتسافر انهارده يبقي هكلم هاشم اخليه يروحلك القصر الليله..
تحولت ملامح فارس للڠضب فجأة مغمغما.. 
غفران.. أنا عايزك تأكد على هاشم ياخد باله من ديجاوتتابع معاه بنفسك مش عايز مارفيل أو ديمة يتعرضولها نهائي طول فترة غيابي..
اطمن يا فارس وخد بالك انت من نفسك قولتلك وحاول متتأخرش رغم إني عارف إنك هتلزق ومش هنشوفك قبل شهر من دلوقتي ويمكن بعد الشهر كمان..
ضحك فارس بقوة مدمدما.. 
اممم.. مجرب أنت يا أبو زين..
غفران.. بفخر.. كتفه وتحدث بصوت مجهد قائله.. 
اممم بتثق فيا أوي.. علشان كدة ضړبت عليا ڼار أول مرة اشوفك فيها فاكر..
صك على أسنانه پعنف واعتلي الڠضب ملامحه الوسيمة.. وتحدث بهدوء قائلا.. 
أنا في الوقت اللي ظهرتي لي فيه كنت سيئ جدا يا إسراء.. مكنتش بارحم حد حتي نفسي.. مكنتش مصدق إني ممكن في يوم قلبي يميل لواحدة ست..
وضع أصابعه أسفل ذقنها جعلها تنظر له وتابع بصوته المزلزل لكيانها.. 
انتي الوحيدة اللي ملكتي قلبي وخليتني أعشقك وصدقيني أنا مش قادر أسامح نفسي لحد دلوقتي على اللي عملته معاكي..
صمت لبرهه وتابع بابتسامة
باهته.. 
حتي غفران صاحبي الوحيد معاملتي معاه مكنتش كده نهائي.. كنت باتعامل مع الكل على أنه محل شك..بس ڠصب عني يا إسراء..
أمسك يدها وضعها على الشق الكبير بصدره مكملا.. 
من حوالي 9 سنين لما اخدت الړصاصه دي كنت داخل المستشفى مېت تقريبا.. لدرجة أنهم غطوا وشي وقالوا لخديجة البقاء للهوقتها طبعا الدنيا اتقلبت ونزل خبر مۏتي في ساعتها والمستشفى بقت كلها مباحث وعلى رأسهم المقدم غفران المصري اللي كشف وشيوصړخ فجأة قالهم دا عايش.. مماتش ولحقوني على العمليات وخرجوا الړصاصة بمعجزة..
صمت قليلا يلتقط أنفاسه وتابع بغصه مريرة وصوت يملؤه الآسي.. 
كل
دا بسبب امي اللي عايزة تخلص عليا وتورثتي.. فضلت فترة كبيرة في غيبوبه ولما فوقت عرفت من خديجة ان غفران مسبنيش وفضل هو الحارس بتاعي لحد ما خرجت من المستشفى وبقي صاحبي الوحيد من وقتها..
اعتدلت إسراء بجلستها وجذبت رأسه داخل حضنها ضمتها بحنان بالغ وربتت على ظهره برفق متمتمه.. 
ممكن متفكرش في اللي فات تاني وخلينا نفكر سوا في اللي جاي..
أمسك يدها قبل بطنها بعمق مرددا.. 
ممكن
جدا يا بيبي..
بس قوليلي الأول كنتي يوصل لخطيبتك وأبوها ويحصلك مشاكل بسببي..
أنتي بتقولي أيه يا بيبي.. أنا انهاردة هعلن جوازنا للدنيا كلها..
قالها فارس ببعض الحدة.. لتسرع إسراء قائله بلهفه.. 
لا يا فارس علشان خاطري بلاش تتسرع ولو عليا أنا فأهلي اللي هي امي وعارفة بجوازي منك وراضيه ومامتك وعمتك عارفين ميهمناش حد تاني يعرف خصوصا لو هيعملنا مشاكل.. أرجوك اسمعني وافهم قصدي من اللي هقوله..
اسمع أيه يا إسراء ها.. عايزة تقوليلي اتجوز ديمة مش كدة.. 
قالها فارس پغضب وهو يجذبها من ذراعها ببعض العڼف..
حجظت عينيها وهي تطلع به بذهول مدمدمة.. 
أنت عرفت إزاي!.. 
....................... 
إيمان .. 
تنظر لزوجها بفرحة غامرة وتحدثت بلهفه.. 
بجد يا تامر.. هتوديني أزور إسراء وخالتي الهام! ..
ابتسم لها تامر ومد يده حمل الصغير منها وتحدث وهو يقبل وجنتيه الممتلئه بحب.. 
اممم هنروح أنا وانتي والباشا محمود نشوف البرنسيسه إسراء الصغيرة وهناخدها معانا ونروح نزور أبوها الله يرحمه علشان انهارده السنويه بتاعته..
ربتت إيمان علي كتفه مردده.. 
الله يرحمه ويغفر له يارب.. تعيش وتفتكر يا حبيبي..
أخرج تامر علبه صغيرة قطيفه من اللون النبيذي من جيب سرواله واعطاها لزوجته مغمغما.. 
أنا جبت الحلق دا لبنت أخويا أيه رأيك فيه..
فتحت إيمان العلبه بفرحة حقيقيه وتحدثت بصدق.. 
الله يا تامر.. زوقك جميل أوي.. 
قبلت وجنته مكمله.. 
ربنا يراضي قلبك زي ما بتراضي اليتيم يا حبيبي..
يعني مش زعلانه علشان مجبتلكيش السلسله اللي كان نفسك فيها! .. 
قالها تامر بنبرة حانية..
حركت إيمانرأسها بالنفي سريعا.. 
لا والله مش زعلانه.. أنا 
اجابها تامر بابتسامة زائفه.. 
ايوة جوزها بيقولي مسافرين في شغل.. بس شكلهم كدة تقريبا رايحين يقضوا شهر عسل..
........................... 
خديجة..
تجلس أمام المرآه تتأمل ملامحها بأعين تملؤها العبرات..لا تعلم كيف مر قطار العمر بسرعة البرق.. لم تدري متي أصبحت بسن الثامنة و الأربعينولكنها تحافظ على جمالها و رونق أطلالتها باهتمام شديد لتظهر وكأنها فتاه لم تتعدي العشرينات بعد وتثبت أن العمر ما هو إلا مجرد رقم..
لا زالت تتذكر الليله الأولى التي رأت بها فارس الذي لم يكن عمره سوي بضعة أيام فقط وهي لم تتم عامها الخامس عشر..
منذ الوهلة الأولى التي وقعت عينيها عليه تعلقت روحها وقلبها به..أصبح شغلها الشاغل حتي أثناء دراستها..
تقدم لخطبتها الكثير من الشباب ولكنها فضلت فارس عليهم جميعا بعدما أصبحت هي بالنسبه له عائلته الوحيده وهو الحياة بالنسبه لها..
أما الآن فقد أختلف الوضع بظهور إسراء التي ملأت قلبه بعشقها لم تكن تتخيل أن تصل شدة تعلقه بها بأن يأخذها معه حتي بعمله..
انبلجت شبه ابتسامة على ملامحها رغم عبرتها التي هبطت على وجنتيها ببطء متمتمه بحب صادق.. 
ربنا يسعدك يا فارس..
انتفض قلبها بفزع فجأة وهبت واقفه ركضت نحو شرفة غرفتها تنظر لما
تم نسخ الرابط