روايه كامله بقلم الكاتبه ميار خالد
المحتويات
سويا و في تلك الفتره نام أبن حنين بين و ذهبت براء الي المطبخ حتي تخبر فاطمه أن تعد لهم بعض الطعام و لكنها قبل أن تخرج من المطبخ امسكتها و قالت
مين دي يا براء .. أنت ډخلتي و مفهمتنيش حاجه!
دي واحدة من اخواتي في الدار يا ماما .. مش عارفه أيه اللي وصلها لهنا بس حالتها متبهدله أوي مكنتش أقدر اخليها في الشارع اكيد
أيوه متقلقيش .. أنا بس بستأذنك أنها تبات هنا النهاردة لحد ما أعرف إيه حكايتها
أكيد يا بنتي .. مادام واثقة فيها خلاص غير كده الوقت أتأخر يادوب ترتاحوا
أبتسمت براء و خرجت الي حنين لتجدها تنظر الي البيت بتساؤل فجلست أمامها و قالت
أنا مش مصدقه أنك قاعده قدامي دلوقتي! أنا عايزه أعرف كل حاجه إيه اللي حصل فيكي و إيه اللي وصلك لهنا
بعد ما مشيتي من الملجأ و أنا الدنيا بهدلتني يا براء .. بعد ما مشيتي فضلت اعيط أربع أيام مكنتش مستوعبه إني ممكن مشوفكيش تاني خلاص و كنت قلقانه عليك و عماله أفكر إيه اللي حصل فيكي
أنا كنت عارفه أننا هنتقابل لاني واثقة في ربنا .. بس مكنتش اتمني اني اقابلك و أنت بالحالة دي .. أنت اتجوزتي أمتى و فين جوزك و أزاي سايبك تفضلي في الشارع كده!
إلى تلك الحالة و بعد لحظات هدأت قليلا و بدأت في الكلام أردفت
بعد ما مشيتي ب سنين كنت كملت ال ١ سنه ولازم أخرج من الملجأ في الوقت ده في راجل كان بيجي يزور الملجأ كتير و كان مرتاح ماديا .. وقبل ما أخرج بيوم قالولي اني عاجبه الراجل ده وأنه عايز يتجوزني على سنة الله ورسوله .. طبعا أنا فرحت جدا خصوصا أنه كان مش كبير اوي في السن و مكنش متجوز .. كانت فرصه كويسة ليا بما إني مش عارفه هقابل إيه وافقت علطول و انا كنت عارفاه كشكل قبل كده فقولت مش مشكله هتعود عليه ..
خصوصا اني أني مليش حد غيره .. أنا كان نفسي أخلف جدا بس كل شهر مكنتش بطلع حامل .. تعبت و نفسيتي تعبت و استغربت أن معاملته اتحسنت معايا شوية بس قولت مش مشكله .. واڼصدمت لما عرفت بالصدفة أنه كان بيحطلي برشام منع الحمل في الاكل عشان مش عايز يخلف مني .. بيقولي انا مش عارفلك نسب اصلا .. قولتله طب ليه اتجوزتني مادام ما أنت بتستعر مني كده ..
وقالك إيه!
صمتت حنين بخجل و حزنت على قدرها قالت بحزن
اتجوزني عشان كان عايز يبيعني بعدها ..
شهقت براء پصدمة و قالت
إيه!! يعني إيه وضحي
كان ناوي بعد ما يتجوزني بسنه ولا اتنين أنه يسافر بيا لأي دولة عربية و بعدين يبيعني .. و طبعا أنا مليش أهل محدش هيسأل عليا
ينهار ابيض! ده بني آدم حقېر!
و هربتي منه أزاي و خلفتي ابنك ده منين
بعد سنتين طلعت حامل و خبيت عنه الموضوع .. لحد ما حجم بطني فضحني .. ضړبني كتير وقتها والحمدلله أن ابني محصلهوش حاجه .. و بسبب حملي كل اللي كان في دماغه أدمر .. و لما مبقتش مفيده بالنسباله رماني في الشارع بمجرد ما ولدت .. و رجعت أنا و أبني و في الشارع تاني
ووصلتي إسكندرية أزاي
كان في واحده بنت حلال بتشغلني معاها ببيع مناديل أو اي حاجه .. في يوم قالتلي انها نازلة اسكندرية بيقولوا الشغل هنا كويس قالتلي تعالي معايا جيت .. هي كده كده مش فارقة .. بس بعد ما جيت معاها ملقتش مكان أفضل فيه .. ملقتش غير الرصيف اللي قدامي .. أنا اتبهدلت اوي يا براء .. من يوم ما مشيتي انا مشوفتش يوم حلو .. الحمدالله على كل شيء
نظرت لها براء بدموع و قالت
كل ده موجود في قلبك يا حنين .. وأنا اللي كنت فاكره أن الدنيا جت عليا
أبتسمت حنين بحزن نهضت براء من مكانها بدون أي مقدمات و و قالت
مټخافيش من حاجه أختك هنا .. انا مش هسيبك ترجعي للبهدله دي تاني خلاص .. و الايام الحلوة هترجع تاني انا مش هسيبك يا حنين .. انا عيلتك كلها مش عايزاكي تخافي و محدش هيقدر يجي عليك تاني
بكت حنين كالأطفال لم تكن حنين ذو الإثنان وعشرون سنه بل تلك الفتاة التي بعمر الخامسة عشر و بعد لحظات أبتعدت عنها و قالت
بس أنت اختفيتي فين بمجرد ما خرجتي يا براء .. ناس كتير كانت بتيجي تسأل عليك كل يوم .. كنت محبوبه من الكل
ناس زي مين!
صمتت حنين للحظات ثم أبتسمت و قالت
زي يامن ..
تغيرت ملامح براء وقالت
مش عايزه الموضوع ده يتفتح يا حنين .. الشخص ده كان صفحة في حياتي و اتقفلت خلاص
ليه يا براء
خلاص بقى يا حنين .. غيري الموضوع
عموما انا من ساعت ما مشيت من الملجأ و أنا معرفش ايه اللي بيحصل هناك .. بس أنت لازم تحكيلي ايه اللي حصلك في السنين دي
و في تلك اللحظة دلفت فاطمة و بيدها الطعام وضعته أمامهم و نهضت براء حتى تساعدها وقالت
تسلم ايدك يا ماما .. روحي ارتاحي دلوقتي أنت تعبتي النهاردة
ماشي يا حبيبتي .. بس لو احتاجتوا حاجه أنا صاحيه
ثم نظرت إلي حنين وقالت
حبيبتي البيت بيتك ها مش عايزاكي تتكسفي مننا
ربنا يباركلك شكرا
أبتسمت فاطمة وذهبت الي غرفتها نهضت براء من مكانها و كانت ستذهب الى إحدى الغرف لترتبها حتي تنام بها حنين ولكنها أمسكتها من يدها لتوقفها أردفت
أستني أنت رايحه فين .. أنت مقولتليش ايه اللي حصلك بعد ما مشيتي من الدار
أبتسمت براء وقالت
معقول هنخلص كل الكلام النهاردة ولا إيه .. انا عايزاكي تنامي و ترتاحي و بكره نتكلم .. يلا
نهضت حنين و
معها براء واتجهت الي إحدى الغرف حتى تقيم فيها نظرت حنين حولها برهبه ثم جلست على السرير بتوتر فقالت لها براء
أنا في الاوضة اللي جمبك لو احتاجتي أي حاجه تعاليلي
انا مش مصدقة اللي بيحصل معايا .. من كام ساعه بس مكنتش عارفه هعمل ايه و هفضل ابات في الشارع لحد امتى .. لو حد جالي قبل كام ساعه و قالي اني النهاردة هنام في بيت وانا مش سقعانه مكنتش هصدق .. أنت ظهرتي منين يا براء!
أبتسمت براء و جلست بجانبها ثم قالت
محدش عارف تدبير ربنا هيوصلنا لفين .. ربنا ليه حكمته في كل حاجه بتحصل معانا .. انا عايزاكي تهدي و
متابعة القراءة