روايه كامله بقلم رنا هادي
المحتويات
ايه لما كنت فى البلكونه
عجز لسانها عن النطق للحظات تتسأل من أين له ان علم بأنها كانت تتحدث مع مهاب بل من أين له ان يعلم بأن مهاب حدثها ألم يكن فى الشرفة يتحدث فى الهاتف!
وما يوترها اكثر هى نظراته الثاقبه عليها حسنا هى لم تفعل شئ ولم تتخطى حدودها معه لما التوتر اذا
لتردف قائلة بهدوء
قالى نطلع ونسيب جدو عشان يرتاح فانا قولتله انى هستناك وبعد كدا انت ناديت عليا
حبيبتى معلش
سقط لفظ التحبيب على مسامع تولين وكأنه خنجر مسمۏم قد غرز بقلبها بكا قسۏة لتبدء الشكوك والتساؤلات تعود من جديد اهذه تلك الفتاة التى كان يحادثها بغرفة المكتب التلك الدرجة هى لا تعنى له شئ با الله ما تلك الآلام التى سكنت قلبها فقط منذ ساعات قليلة كانت تنعم بحنيته عندما كانت بين ذراعيه! ايجب ان تكون مصابه او متألمه لتشعر بحنانه واحتوائه لها لم تشعر بتلك الدموع التى سالت فوق وجنتيها لم تنتبه الا عندما أطلقت شهقة متألمه لم تستطع كتمانها
ملك خلاص انا كلها ساعه بالكتير واكون عندك بس متنزليش لحد ما ارجع
ليغلق الخط من بعدها يتجه اليها بلهفه وقد آلامه مظهرها الباكى وعيونها التى اصبحت حمراء من كثرة البكاء يسألها بقلق واضح
مالك فى أيه فى حاجة وجعاكى طب بتعيطى ليه دلوقتى !
انت كنت بتكلم ملك صح
ليجيبها مالك وهو يستغرب سؤالها ايوة بس دا ايه علاقته انك تعيطى بالشكل دا
وقبل ان يعطيها فرصه للرد انحنى بجزعه يضع يده خلف ركبتيها واليد الاخرى خلف ظهرها يحملها بخفه ورشاقه يتجه به نحو الفراش الموجود داخل الغرفه فقد استنتج ان تلك الغرفه هى غرفتها ليتحدث قائلا پغضب طفيف
اكيد طبعا لازم رجلك ټوجعك ازاى انسى انك متعورة استغفر الله العظيم
مالك مش رجلى اللى بتوجعنى
ليضعها مالك فوق الفراش برفق لكنه عقد حاجبيه باستغراب يجلس عند طرف الفراش
اومال بتعيطى ليه يا بنتى فى حاجة ضايقتك زعلانه انى قاطعتك ورديت على ملك !!
تولين فى ايه ليه الدموع!
لتردف بنبرة طفوليه وهى تنظر الى عينيه ببرأءة
ثانية ثانيتين دقيقه ما هذا الهراء الذى تقوله هو لم يتزوجها غير من يومين فقط وهذا ثانى يوم زواج لهم وتلك المجنونه الصغيرة تقول له بأنه ېخونها ليردف بسخط وهو يرفع احدى حاجبيه
اخونك هو انا كنت اتجوزتك ! دا احنا بقالنا يومين يا مفتريه وتقولى اخونك طب على الاقل استنى اول سنه جواز لكن مش من تانى يوم وتقولى بخونك ما هو انتم كدا يا بنات مصر غاوين نكد
مالك انا بتكلم جد مش بهزر انا انا سمعتك لما كنت بتتكلم فى الفون فى المكتب بس والله العظيم مكنتش بتصنت عليك انا كنت نازلة اقعد معاك عشان بخاف اقعد لوحدى وڠصب عنى سمعت
لتسحب الهواء وهى تحاول ان تهدأ من وتيرة بكاؤها حتى تستطع ان تكمل الحديث
سمعت سمعتك بتقول
ايه اللى انت بتقوليه دا ازاى اصلا تفكرى بالطريقه دى دى واحده ملهاش رأى وانا هعرف اتصرف معاها كويس
انا عارفة انك تقصدني انا
بكلامك عشان خليتك تتدبس فى الجوازة دى وعارفه كمان ان انا لو كنت رفضت مكنش كل دا حصل لا انت هتكون انجبرت انك تجوزنى ولا سارة تتجوز امير بس انا
بطلب منك طلب هو رجاء مش طلب خلينا نتعامل مع بعض كأننا اصدقاء بس ارجوك بلاش خېانه انا اسفه بس اوعدني بلاش تخونى ارجوك
فهى حزينه كقطعة قماش ممتلئة بالحبر الأسود وملقاة بسرداب مغبر تلفها الخرائب ونور الشمس يتسلل من ثقب صغير بجانبها تماما تراه ولكن لم تستطع المساس به أو الشعور بدفئه طيلة هذه الأعوام !
الحلقه الخامسه والعشرون
الأمر يبدأ فقط بنوبه حزن وتظل تكرر حتي تهشم ملامحك تماما
يا حبيبى طب فهمنى انت رايح فين
طرحت تلك العجوز الحنونه ذلك السؤال على مصطفى التى تراه يقوم بتوضيب حقيبته ووجهه
خالى مم اى تعبير وكأنه فقد الشعور
ما انا قولت لحضرتك يا داده مسافر حقيقى مش قادر افضل هنا فى اسكندريه
لتردف هى بصوت مبحوح ضعيف وقد ظهرت الدموع فى عينها هترجع تانى لبلاد الأجانب
ليبتسم بعرفان على تلك السيدة الحنونه فهى اكثر انسانه حنونه عليه هى اكثر من ام له هى واخته هى من تولت تربيته هى واخته نوران منذ ان كانا صغيرين كانت تعاملهما وكأنهما أولادها وليست فقط مربيتهم بجانب ان امهم الحقيقه كانت منشغلة بالحفلات والمظهر الاجتماعى بين الطبقة المخملية
لا يا حبيبتى مش بلاد الأجانب ولا حاجة فاكرة انت القريه اللى كلمتك عليها وقولتلك انى لما اتجوز هاخدك ونعيش انا وانت وسا قصدى اللى هتبقى مراتى فيها
كان سيقول هو وسارة لكنه تذكر انها الان ليست حلالا له ملك لرجل غيره ليقطع جملته متنهدا بتعب مكملا حديثه بصفه عامه لتربت هى على ظهره قائلة بتعاطف معه وقد آلامها قلبها على آلامه
ما بلاش يا ابنى ليه توجع قلبك من تانى انت عاوز تنسى ولا عا ز ټعذب نفسك بزيادة اوى كدة بص لو عاوز تبعد عن هنا روح اى مكان تانى انت ماشاء الله عندك اكتر من قرية بس بلاش دى وحياة الغالين عندك بلاش هتتعب اوى
انا كويس مټخافيش عليا بس حقيقى محتاج اروح هناك عاوز اراجع نفسى وهحاول ابدا من جديد يلا انا همشى دلوقتى وبالله عليكى تاخدى بالك من نفسك وتاخدى الدوا بتاعك متنسهوش
لتردف هى بدموع وخوفا عليه
طب خدنى معاك هاخد بالى منك
ليردف بمرح مصطنع وهو يمسح دموعها بحنان
خلاص بقى هو انا عيل صغير يعنى انا همشى بس مش عاوز اخر حاجة اشوفها تكون دموعك
لتحاول هى رسم ابتسامه فوق ثغرها تخرج مرتعشة ضعيفه
ابقى اطمن عليا واول ما توصل تتصل بيا يا ابنى بلاش تعمل زى نوران اختك وتبعد خالص
هو بالفعل يعتبرها امه اكثر من تلك الاخرى التى تدعى بوالدته فالام
هى من تسع وتربى وتعتنى باطفالها ليس فقط من تجنب ومن قامت برعايته هو وشقيقته هى تلك السيدة الحنونه
هتصلي بيكى كل شويه واول ما نفسيتي تستقر هاجى اخدك بنفسى من هنا بس افضلى ادعيلى ادعيلي انا ونوران
قاطعته هى قائلة برجاء وهى ترفع يدها الى السماء تناجى الله قائلة بدموع
ربنا يحميك ويسترك انت واختك ويربت على قلوبكم يارب ويكفيكم اى أذية وشړ ويديم احبابكم ليكم اللهم آمين
آمين
من ثم يتجه سريعا يسحب حقيبته ويخرج بعدها من الغرفة بل من ذلك القصر الكئيب بأكمله يستلقى سيارته الى وجهتته المحددة يفكر بيأس انه اذا لم تكن هى معه سيظل بمكان كان يجمعهما فى السابق فتلك القريه كانت من تصميمهما هما الاثنين لكن الان ماذا بعد ذلك الحب بعثره كتمان ووحده قاتله وچحيم في غرفه مضلمه اركانها معتمه وكأبه تقضي على سعادتي
عيون دامعه وقلب ممزق كلها بجسدا واحد رياح عاصفه تعصف بامنياتنا التي لطالما كنا نتمناها لقائنا اصبح فراقنا ودعواتنا
للقاء اصبحت دعوات لكي ننسى خذلان ألم وحسره وضيق لن يتسع حتى ڼموت
بعد مرور أسبوعين
كانت تولين جالسه أمام التلفاز تشعر بالملل وتقلب في قنوات التليفزيون بلا هدف فلا يوجد به شيء
ليأتى بخاطرها شيء
مچنون
ترددت قليلا في أول الأمر ولكنها قررت أن تنفز فكرتها المجنونه او بالاصح ذلك المقلب
أحضرت من المطبخ عود ثقاب واحضرت
ورقه وتسللت الي غرفه مالك حيث وجدته مستغرقا في نومه
أشعلت الورقه بالقرب منه وانتظرت صعود الدخان والرائحة وبعدها اطفأتها ثم اتجهت اليه وصړخت في اذنه قائلة بهلع
مالك اصحي البيت بيولع الحق يا مالك
لينتفض مالك من نومه ي كض الي خارج الغرفه ينادى باسمها واسم اخته وأخذ يبحث في كل كل مكان بالمنزل ولم يجد شيئا عن الحريق
ليستمع الى صوت ضحكاتها الطفوليه التى تخرج منها
وهنا ايقن أنها فعلت فيه ذاك مقلب فأراد ان يحاسبها على فعلتها تلك
اسفه مش هعمل كدا تاني
دا علشان قومتيني مخضوض وانا ذي الاهبل بدور علي الحريق فين وبنادى عليكى انت وملك
ليبتعد عنها تاركا أيها يدلف الى غرفته من جديد وهو مازال يضحك على شكلها فقد كانت تبدو كالاطفال الصغار عندما يخشون من شئ مخيف
نعم انا تلك التي لم تستسلم لظلامها نعم انا حواء وسأظل أحارب
سواد الحياه أراك يا ابن آدم لم تقدرني واستخففت بي وكأنك لم تكن في رحمي أراك تضعفني وتققل من شأني فأحذر صمتي إحذر عزلتي
كان امير باتجاهه ناحية الاسطبل الخاص لهم فكان لديهم مجموعه من الخيل لأن امير يعد من عشاق للخيل وركوبهم ليتفاجأ عندما وصل الى هناك بوجود سارة تقف وحدها هناك ليعقد حاجبيه باستغراب متجها اليها
بينما هي تقف تتذكر ذاك المشهد فى مخيلتها
كانت جالسه مع عاصم وبيدها ورقه بيضاء كبيرة خاصة للرسم وفي يدها قلم لترسم به
كان عاصم يصف لها ملامح
امير وهي بكل سعاده ترسمه وعندما انتهت قالت بسعادة
جدو ها ايه رأيك!شبه امير مش كده
لكنها لم تتلقي أي رد
لتردف سارة قائلة بتوتر وهى تتمسك بالرسمه وكأنها منقذها
جدو انت سبتيني وروحت فين!
لتفيق من مخيلتها على صوته الرخيم وهو يحدثها
سارة بتعملى ايه هنا وواقفة لوحدك كدا ليه!
لينتبه الى تلك الرسمه التى بيدها قائلا باستغراب
ايه الورقه دى!
ليسحب الورقه منها وينظر إلى الرسمه بإنبهار لقد رسمته بالفعل نعم تريد تعديل لبعض الملامح لكن موجز الرسمه هى بالفعل رسمته أنها موهوبه بحق
خجلت سارة وتوردت وجنتيها لأنها تعلم انه رأي رسمتها له
ليردف امير بانبهار حلوه اوي اول مرة اعرف ان انا بالجمال دا
رسيل بخجل بجد عجبتك يعنى انت اللى انا رسمته قصدى يعنى هى نفس شكلك
امير بمرح وهو ينظر اليها ولمعه بعينيه
بإستثناء ان مناخيرى مرفوعه لفوق مش قصدى غرور اقصد انها شامخة بصى انا مش عارف اسمها ايه بس
انت رسمه مناخير صغيرة وانا منا بصى فكك من المناخير خالص بس قوليلي انتي عندك موهبه الرسم
سارة بضحك على حديثه لتردف بعدها قائلة بحماس
بحب الرسم جدا بحسه بيخرج كل إلي جوايا كمان انا خريجه
متابعة القراءة