روايه كامله بقلم رنا هادي

موقع أيام نيوز


من الغيظ رحيل قريبتها سلمى ما ان رحل لترحل هى بعده بساعه واحدة متحججة بان والدتها مريضة تعلم انها كاذبة وانها لم تأتى الا لأن مصطفى موجد وما ان يعود مصطفى ستعود مرة اخرى.. لتخرج من افكارها وهى تحرك رأسها بالنفى مبعده تلك الافكار من راسها محدثة نفسها وهى تدلف الى المنزل
انا لازم امشى من هنا قبل ما اتجلط اروح عند خالى قعدلى يومين تلاته سنه لحد ما اخلص من مصطفى وسلمى بتاعته جته نيلة الحب واللى عاوز يحب كان مالى ومال الهم دا

لتبحث بعينها عن امها حتى تخبرها بقرارها لكنها تذكرت ان امها سترفض بدون نقاش لتمط شفتيها بتفكير وبعد لحظات تخرج هاتفها وابتسامه مشرقة تزين ثغرها تضع الهاتف فوق اذنها منتظرة الرد من الطرف الاخر وبعد لحظات اتاها الرد لتردف قائله بحماس
حبيب سمسمه وروح قلبها من جوه والله
لتسمع صوت ضحكات والدها من الطرف الاخر قائلا بمرح يلا يا بكاشة عشان كدا بتسألى على ابوكى
لتردف هى بحزن مصطنع
اخص عليك يا بابتى انا بكاشة دا انت واحشنى بطريقة ان اول ما اشوفك ماما هتكرشنى بره البيت اه والله وهى بتتلكك اصلا
ليجيبها والدها بتحذير 
سما بلاش تتعبى امك وبلاش خناقات كل شوية انتوا كبرتوا انتو الاتنين
لتردف سما ببراءة مصطنعه قائلة باستعطاف 
انا ابدا مش بعمل هى حاجة دى ماما هى اللى كل شوية تزعقلى وتقولى ملكيش لازمه
ليهتف والدها باسمها يعلم انها تتحدث هكذا وتفتح تلك المواضيع مظهره نفسها الفتاة البريئة 
سما هاتى من الاخر وقولى عاوزة ايه
لتحمحم فقد كشف والدها امرها قائلة بشجاعه مصطنعه 
من غير لف ولا دوران كدا عاوزة اروح اقعد عند خالى هشام اسبوع ولا حاجة كدا اغير جو مع صفية وفريدة وبالله قبل ما ترفض البيت بقى مفهوش حاجه غزل مبقتش بتيجى واختفت خالص ومحمود طول
الوقت مشغول ومش بيقعد فى البيت وماما والدادة يا فى المطبخ او بيتكلموا على حاجات انا معرفهاش وحضرتك مش موجود
كانت نبرتها حزينه متألمه شعر بها شعر بالحزن الذى يملأ قلب صغيرته نبرتها وطريقة حديثها ليست هى هى تهرب من شئ لا يعلمه ليردف قائلا بنبرة هادئة 
مفيش مانع حبييتي بس اول ما ارجع هتيجى البيت وتقوليلى هربانه من ايه
لتجيبه بهمس خجول فقد علم والدها كعادته انه يوجد شئ تخفيه عنه 
حاضر
لتغلق بالخط بعد ان ودعته تتنهد بطول وهى تتجه الى امها لتخبرها
بانها استأذنت من والدها وستذهب الى بيت خالها هشام لكن ما اوقفها هو سامر الذى ظهر امامها فجأة وقد استمع الى حديثها ليردف قائلا بانفعال 
انت بجد هتروحى عند خالى هشام عشان اللى اسمه مصطفى دا انت بتهزرى مش كدا
لتجيبه سما ببرود ونبرة يائسة فاقدة للامل 
ايوة انا زهقت من مصطفى ومن معاملته ليا ومن كل حاجه ومن قلبى اللى لحد دلوقتي لسه بيحبه فعشان كدا هفضل عند خالى لحد ما يمشى عشان تعبت
ليحيبها سامر بهدوء يحاول اقناعها بالصمود وانها بتلك الطريقة اعلنت الهزيمه لقلبها
سما انا مش هقولك ان مصطفى مش غلطان والكلام الاهبل دا بس طريقتك دى غلط ومحدش هيتأذى غيرك يا سما صدقينى
لتجيبه وقد لمعت الدموع فى عينها 
يعنى اعمل ايه هاا قولى افضل قعده اسمع زعقيه ليا واتهماته فيا اللى زى السم.. تسميه ضعف عدم ثقة تسميه اللى تسميه بس انا مش عاوزة حب يفضل تعبنى العمر كله انا هفضل احبه بس بينى وبين نفسى....
قاطعها هو قائلا بحدة
لا مش كدا عمرها ما ببتحسب كدا ...
ليكنل بعدها بخبث ... هو مش عيد ميلاد ندى بنت عمك كمان اسبوع ايه رايك لو نعمل حفله كبيرة وبدل ما نقوله انها حفلة عيد ميلاد نفهمه انها حفلة خطوبة
لتنظر اليه سما بتفكير قليلا لا تعلم اتستمع اليه وتخوض تلك الفكرة ام تترك كل شئ وتستسلم
كان يجلسان يتناولان الغذاء فى احدى المطاعم لتردف تولين بسؤال وهى تنظر الى مالك الذى يتناول طعامه بهدوء
مرتاح فى المانيا
لينظر لها مالك باستغراب وهو يبتلع ما فى فمه قائلا بهدوء وهو يرفع كتفيه
بحاول اتأقلم من جديد .. بس مش عارف
لتمط شفتيها كالاطفال وهى تقول 
هتفضل هناك على طول
ليجيبها بتيه وهو ينظر الى عينها قائلا بصدق 
مش عارف صدقينى حاسس انى تايه ومش عارف اعمل حاجه حاسس انه مش انا .. انت فهمانى
لتمد كفها تضعه فوق كفه ضاغطة عليه بخفة قائلة بابتسامة بسيطة وقد احزنها رؤيته بهذا التيه فقد عرفته بالقوة والعقل المدبر دائما والان تراه تائه حزين منهمك 
ان شاء الله تتعدل انت بس قول يارب
ليجيبها بهمس يارب
يردف بعدعا قائلا بتذكر
ايه الموضوع اللى انت قولتيلى عليه دا وان لازم انزل مصر عشان اعرفه
لتنظر له هى بتوتر وارتباك لا تعلم هل تخبره ان تنظر بضع الوقت هى لا تعلم لكن عاجلا ام اجلا يجب ان تخبره لتسحب نفس عميق تخرجه بهدوء
فى وقتا لاحق
كان مالك يتحدث مع الياس عبر
الهاتف ليردف قائلا وهو يعقد حاجبيه
طب حاول تخلصهم خلال شهر وقول لتيم كمان يجى يعيش هنا
ليأتيه الرظ من الياس قائلا 
مش عارف يا مالك وبعدين موضوع نقل كل حلجة
لمصر دا مش سهل وبياخد وقت انت عاوز تنقل كل حاجة دلوقتي
ليردف الاخر قائلا بجديه 
حاول معلش وبعدين لازم الكل يعرف ان سارة عايشة مش هنفضل كادبين على
الناس دى كلها كل دا
ليردف الياس قائلا 
ما انا بقالى قد ايه بقولك نصفى كل حاجة ونفضل مصى بس اقول ايه مصاحب واحد بيحب الشحتته الله يسامحك يا مالك
ليغلق بعدها مالك الخط ينظر الى تلك الغافية امامه ويظهر فوق معالم وجهها التعب فبعد ان اخبرته بانها ستخبره بوقت لاحق طلبت منه الرحيل وان ياخذه ليجلسا فى مكان هادئ امام البحر ليوافق ولم يكد يصل الى نصف المسافة وجدها تتألم وقد بدأت بالاستفراغ لينطلق بها سريعا الى المشفى لتخبره الطبيبة التى كانت بالطوارئ بانه امر طبيعى ويحدث للسيدات فى حالتها تلك
ليفيق من شروده وهو
يلاحظها تحاول ان تفتح عينها وما ان فتحتها وضعت يدها بتلقائية فوق بطنها لتجده ينظر لها بصمت لتردف قائلة 
عرفت
ليومأ لها براسه ومازال على صمته لتخفص هى راسها قائلة انا كنت خاېفة اقولك فى التلفون عشان لو كنت مش عاوز تيجى وتيجى عشانه بس بس انا كنت هقولك لو حتى مجتش
اطال مالك النظر اليها ولم يجيبها لتشعر هى بالقلق والخۏف من ان يكون رافض ذلك الطفل وما ان جاءت لتتحدث سمعته يقول ما جعل نبضات قلبها تزداد وتصمت عما كانت تنوى قوله تلك الكلمه المكونه من أربعة احرف لطالما حلمت ان تسمعها منه والان هو نطقها
عاد تيم اليهم وابتسامه واسعه وما ان انضم اليهم خرج الطبيب الذى يقوم بالعملية وقبل ان يقولوا شئ سبقهم قائلا
الى الان نحن لا نعلم شئ بعد
مرور الوقت الكافى سنرى ان كانت قد نجحت ام مع الاسف
لتردف سيدرا قائلة بتشجيع مؤكد سوف تنجح
ليمر الوقت المحدد كالدهر عليهم جميعا يجتمعون كلهم فى الغرفة يرون الطبيب وهو يفك الشاش الموضوع فوق عينها الكثير من طبقات الشاش يزيلهم وما ان انهى طلب من سارة ان تفتح عينها بهدوء والجميع فى حالة توتر وترقب يحرك الطبيب يده امان عينها وما ان فتحت سارة عينها شهقت بقوة وتغلق عينها مرة اخرى ليردف الطبيب وهو يبعد يدها من عينها 
سارة ارجوك ساعدينى اريد ان اعلم ما النتيجه
لتهمس سارة بخفوت وهى ترمش بعينها والرؤية تصبح ضبابية امامها شيئا فشئ الى ان اصبحت واضحة لتطلق ضحكة سعيدة وهى تلتف بنظرها بينهم قائلة بسعادة
انا بشوف.. انا شيفاكم
لحلقة الخامسة والاربعون 
الجميع ينظر اليها پصدمة وسعادة بنفس الوقت بينما هى تكاد تبكى من شدة سعادتها وهى تنقل بصرها بينهم ليقف الطبيب امامها يحجب عنها الرؤية قائلا بجدية باللغة الامانية وهو يرفع كفه امامها باحدى الارقام 
الحوار مترجم 
سارة كم عدد هذا
لتجيبه هى بحماس شديد وابتسامه واسعة تزين ثغرها 
ثلاثة
حيث كان الطبيب يرفع ثلاثة اصبع من يده يسأله عن عددهم ليتنفس بعمق.. قائلا بهدوء وراحة 
بعد قليل سوف نقوم بعمل بعض الفحوصات الروتينية للاطمئنان
ليشكره كلا من الياس وتيم من ثم يغادر الطبيب لتندفع ملك التى اخذت تبكى من شدة سعادتها لاستعادة اختها بصرها قائلة وعى بسعادة 
الحمدلله الحمدلله.. حمدالله علي السلامه حبيبتي الف مبروك
لتبعدها سارة عن قائلة بحنان وهى تمسح دموعها 
بلاش دموع خلاص وحشتينى اوى
تنقل بصرها بينهم جميعا قائلة بصدق وعاطفة وقد انسابت دموعها التى لم تستطع
ان تكتمها
كلكم وحشتونى اوى.. ملك وديما وسيدرا والياس وتيم وحازم ومالك...
لم تكمل حديثها وقد انتبهت للتو بان اخيها ليس موجود معها لتردف قائله بقلق فمؤكد انه صار معه شئ سئ حتى لا يكون معها فى مثل هذا اليوم 
هو فين مالك..
ليجيبها الياس بابتسامه هادئة 
الاول حمدالله على سلامتك .. هو نزل مصر عشان تولين حامل وكدا..
ليهتف الجميع پصدمة ونفس اللحظة 
ايه حامل!
لكن تيم لم يلبث الا وضحك بصخب قائلا من بين ضحكاته 
والله الواد مالك دا مش سهل.. كان عامل فيها صاحب القلب المتحجر وهو اصلا.....
قاطعه الياس بحدة بسيطة وقد فهم ما كان ينوى صديقه ان يقول 
تيم تعالى عاوزك برا فى موضوع
ليكمل وهو ينظر الى الفتيات... مع نفسكم انتوا بقى احنا برا
ليومأ له الجميع مجتمعين حول سارة جالسين بجانبها فوق الفراش .. بينما قد خرج كلا من الياس وتيم ليذهبا الى الكافية الخاص بالمشفى ويبدأ الياس قائلا بجديه بدون اى مقدمات
مالك عاوز ينقل كل حاجة لمصر مش هيكمل هنا هو كان اول ما يرجع هيقولنا بس هو قالى لما اتصل بيا عشان يطمن على سارة .. عاوز ينقل عشان مراته وكمان عشان سارة لازم يقولوا لامير الحقيقة مهما كان ومتنساش انها لسة على زمته وكمان حامل..
ليردف تيم بعدم صمت استمر للحظات وهو يحاول ان يجعل صوته طبيعيا قدر الامكان وهو يتخل ان صديقه سيفارقه مرة اخرى
يعنى
هيهاجر تانى هيمشوا كلهم طب واحنا ايه معاه مش فارق
ليرفع الياس كتفيه قائلا بعدم معرفه وهو يفرك جبينه قائلا 
مش عارف.. بقولك انا عايز اخد رأيك فى حاجه والقرار ليك انا معاك فى الحالتين
تيم وهو ينظر اليه بجدية وقد استشف نبرة صديقة المتوترة قول في ايه
ايه رايك لو نصفى احنا كمان كل حاحة لينا هنا وننزل نعيش فى مصر وهنا اصلا لا لينا اهل ولا حد هيسأل فينا غير معارف الشغل وكدا كدا هنعرف
نوصل لهم من هناك .. بس الفكرة ان نفضل احنا التلاته مع بعض
لينظر اليه تيم بتفكير فصديقه معه حق فهو والديه منفصلان منذ ان كان فى السادسة من عمره ومن تولى تربيته هى جده وبعد ۏفاته عندما كان
 

تم نسخ الرابط