روايه كامله بقلم رنا هادي

موقع أيام نيوز


خلاص مش هعيط
لينظر لها مالك مطولا بنظرات عاشقة مليئة بالشغف والحنان ليقترب منها ببطئ بينما هى اغمضت عينيها بحب مستجيبه له
لتصبح زوجته امام الله قولا وفعل
كانت تقف أمام المرأة تمشط
شعرها بشكل كعكه عشوائيه وتقوم بعمل بعض الماسكات لترتطيب بشرتها وجعلها ناضرة من جديد ليمر بها الوقت الى ان استغرقت ساعه كاملة حتى نهضت مسرعه لتخرج من خزانتها فستان انيق بلون البنفسج يصل إلى بعد الركبه ذو حمالات رفيعه لتقوم بوضع بعضا من مساحيق التجميل الخفيفه فوق صفحة وجهها وتقوم بترك شعرها بحريه فوق ظهرها لتنظر الى المرأه برضا من شكله

لتبتسم بعشق عندما تذكرت غيرته عليها وكونه سيرفض من ان تخرج من المنزل بهذا المنظر حيث كان ذراعيه بالإضافة إلى ظهور عظمتى التروقه لتتجه بحماس وابتسامة على وجهها نحو الخزانه لتسحب جاكيت قصير من الجينز ذو أكمام طويلة .. لتكمل اطلالتها بارتدائه لتلك السلسلة التى كان قد قدمها لها فى احدى المناسبات
وتقوم بارتداء حذاء مريح بدون كعب باللون الأبيض كوتشى وحقيبة بنفس اللون ذات حجم صغير لتتجه لخارج الغرفة تنزل بحماس فوق الدرج تتجه الى المطبخ لتجد امها و المربية الخاصه بها 
انت يا بت مش ناوية تعقلى حرام عليكى قطعتى فيا الخلف
لتجيبها تلك الشقه وهى تقضم الجزرة التى بيدها قائلة ببرائة مزيفة 
فى ايه بس يا أمولة هو انا عملت حاجة ما تشوفى صاحبتك يا فاتن
لتصيح بها والدتها قائلة بحدة ولكن بنفس الوقت نبرة منخفضة حتى لا يسمعها زوجها
يا بت لمى لسانك اللى عاوز قطعه دا .. فى حد يقول لأمه أمولة ويقول لخالته فاتن كدا
لتضربها امها فى الخفاء صائخة باسم ابنتها الشقية بتحذير بينما كانت فاتن المربية تضحك على تلك الام وابنتها فهما هكذا يوميا
لتتحدث فاتن حتى تنهى ذلك الجدال بين الام وابنتها قائلة بحنان
سمسم قلبى قوليلى يا حبيبتى رايحة فين كدا
لتدور سما بحماس حول نفسها لتعرض الفستان عليهما قائلة بنبرة حماسية
ايه رايك يا دادة حلو مش كدا
لتجيبها فاتن بحب 
قمر طول عمرك يا قلبى
وقبل ان تجيبها سما سبقتها امها سأله إياها قائلة بحدة مصطنعه 
رايحة فين يا آخرة صبرى كدا من وش الصبح
لتجيبها سما وهى تعتدل من ياقة جاكتها الجينز قائلة بتفاخر 
خارجة انا حوده.....
لتقاطعها امها بهدوء يشبه ما قبل العاصفة وهى تقترب منها 
هو مش محمود اخوكى رايح يجيب مصطفى ابن عمك سليم ايه اللى هيوديكى معاه
لتتوتر سما لا تعلم بما تجيب ابنتها فبماذا تجيبها هل تخبرها بأنها تريد ان تذهب معه فقط لرؤية من سرق قلبها منذ الصغر أم تخبرها ان سبب زينتها بتلك الطريقة حتى تجعله يعجب بها او على الاقل يلتفت اليها بماذا تجيبها !
لينقذها من ذلك الموقف هو دخول اخيها مناديا لها لتهرب هى على الفور مغادرة المكان قائلة بعجلة وهى تحمد الله بداخلها على قدوم اخيها فى ذلك الوقت 
محمود بينادى يلا سلام
لتغادر فورا المكان قبل ان تمنعها امها بينما اقتربت فاتن من امل التى كانت تراقب مغادرة ابنتها لتتحدث فاتن قائلة بهدوء كعادتها 
براحة على سما يا ام محمود مش كدا
لتتنهد امل ببطئ وهى تلتفت تنظر الى فاتن
قائله بحنان أموى 
يا فاتن سما رغم شقوتها ومناقشتها فى الرايح واللى جاى بس هبلة وكلمة بتوديها وكلمة بتجيبها وانا خاېفة عليها..
لتكمل وهى تلتفت حولها حتى تتأكد ان لا احد ينصت اليهما لتتحدث بنبرة منخفضة مقاربة
للهمس
ويينى وبينك انا خاېفة عليها من
كلام الناس سما كل ما عريس يتقدملها ترفضه دى داخله على ال وانت عارفة الناس مش بترحم
لتربت فاتن فوق كتفها قائلة بهدوء جادى
سيبيها على الله ربك شايلها نصيبها يعنى اللى اتجوزه اخده ايه
فتحت ملك الباب وهى متوقعه ان يكون الياس وديما كما أخبارها تيم عندما هاتفها لكنها تفاجأت عندما وجدت كلا من امير وعدى امامها لترمش عينها عدة مرات حتى تأتى بهدوئها لتومأ لهما بتحية ليردف عدى قائلا بحب حاول اخفائه لكن لهفته فى الحديث معها لم يستطع ان يخفيها
عامله ايه يا ملك احنا عاوزين بس نتكلم مع مالك دا لو مفيش ازعاج
لتزدرق ملك حلقها بتوتر وهى تحاول عدم النظر الى امير حتى لا تنقض عليه مخرجة فيه حزنها على اختها لكنها تحاول ان نثبت نفسها بأنه الأخ الأكبر لتولين واحتراما لها وتقديرا لا تريد ان تتناقش معه أو تدخل معه فى عراك لتتحدث بنبرة هادئة رغم توترها الذى يبدو جاليا عليها
انا الحمدلله بس مالك مش هنا حاليا
ليتحدث امير قائلا پألم وهو يلاحظ عدم نظرها اليها وانها متجنبة له تماما
طب وهو هيرجع امتى
ملك وهى تمسك بمقبض الباب بقوة وكأنها تستمد منه القوة لتردف قائلة بتوتر
مش عارفة بس هى تولين تعبت و وداها المستشفى ممكن يكون هناك
ليجيبها عدى بنبرة هادئة وهو يتمنى بداخله ان يأخذها بين ذراعيها ليهدأ من توترها وقلقها فكم يؤلمه رأيتها بتلك الحالة بالإضافة إلى شكلها الحزين وملامحها الذابلة وتلك الملابس السوداء التى ترديها فهو لاول مرة يراها تردى الوان غامقة فدائما ما كانت تردى الأبيض والاوان الفاتحة وايضا لم يغفل فى ان يلاحظ تلك الخطوط الحمراء فى عينها التى تدل على انها كانت تبكى
لا ما هو سابها فى المستشفى وراح مشوار......
لتقاطعه هى بقوة 
مالك عمره ما يسيب تولين لوحدها وهى تعبانه
ليغمض امير عينيه پألم وندم لكنه تنفس بعمق محاولا اخماد تلك النيران قائلا پألم 
مالك مسابهاش يا ملك هو لما شافني انا وجدى طلع مشوار بس انا قولت انه هنا عشان تولين روحت مع جدى على القصر .. يلا يا عدى عن اذنك يا ملك
لتومأ لهم ملك بصمت وهى ترى امير يغادر اما عدى انتظر حتى يبتعد امير قليلا عنه ليقول بحب 
عاوزة حاجة يا ملك
لتحرك رأسها بالنفى ليومأ هو لها وما ان جاء ليتحرك اوقفه همسها باسمه الذى مس قلبه 
عدى متخليش امير يقابل مالك عشان ميحصلش مشاكل كفاية اللى حصل
ليلتفت اليها بابتسامة عاشقة
قائلا
ان شاء الله خير متقلقيش وشدى حيلك عشان ترجعى الكلية من تانى
لتبتسم هى بمجاملة قائلة برقة غير مفتعلة
ان شاء الله يا عدى
ليومأ لها من
ثم يغادر هو ايضا متبعا صديقه
____________
بينما عند بوابة البرج السكنى كان يقف امير ينتظر صديقه عدى ليلاحظ اصطفاف سيارة امام للتو ويترجل منها شاب اشقر ينزل من السيارة وعلى وجهه ابتسامه من نظرات عينيه استشف انها نظرات عاشقة ليتجه ذلك الشاب الأشقر الى المقعد الخلفى ويفتح بابه ومن هيئته كان يبدو أنه يوقظ احدا لتمر لحظات ليست بالكثيرة وهو يبتعد عن الباب ويحمل طفل لا يتجاوز عمره الخامسة 
ليخرجه من تفكيره هو صديقه عندما وضع احدى كفيه فوق كتفه قائلا بحماس وابتسامة واسعه وكأن الحياة قد عادت له 
هنروح فين دلوقتى
ليتنهد امير بتعب قائلا بارهاق وهو يسير باتجاه سيارة عدى
ودينى القصر وشوف انت بقى هتيجى تكمل اليوم عندنا ولا هتروح ولا هتروح فين
عدى وهو يحرك مقود السيارة قائلا 
لا هروح وابات معاك كمان
لدرجة دى ندمانة على اللى حصل وزعلانة يا تولين
اسرعت تهمس بصوت متحشرج تهز راسها بقوة 
لااا ابدا يا مالك انا بس ....
انتى ايه يا تولين عرفينى اتكلمى معايا
خاېفة يا مالك خاېفة تحصل حاجة وتبعدنا عن بعض 
وليه كل ده ايه اللى مخوفك بالشكل ده انا عمرى فى حياتى ماهبعد عنك ولا هسمح لاى حاجة او اى حد يبعدنا عن بعض ابدا 
تراجعت تولين عنه قليلا تهتف بامل 
بجد يا مالك!
بجد يا عيون مالك
مالك كنت عاوزة اسالك عن حاجة بس لو مش عاوز تجاوب بلااش انا مش هز.....
ليقاطع حديثها طرق الباب وصوت احدى الخادمات التى قالت 
مالك بيه تولين هانم
ليجيبها مالك بينما تكمل هى قائلة 
لا مؤاخذة يا بيه بس عاصم بيه عاوزكم تحت
ليجيبها مالك قائلا بجدية 
تمام نازلين
لتمر نصف ساعة كان
خلالها مالك وتولين قد استعدا للنزول ومقابلة عاصم ولكن قبل ان يخرجا من الغرفة تحدث مالك بنبرة هادئة 
تولين
لتلتفت اليه سريعا بابتسامه مشرقه ليقترب منها ملتقطا كفيها بين كفيه قائلا 
تولين ملك عاوزة تسافر وانا.....
لتقاطعه هى پخوف قائلة
هتسيبينى
ليجيبها بسرعه وڠضب طفيف قائلا بعصبية
لا مش هسيبك عاوز يكون فى ثقة بينا مش كل ما اكلمك تجيبى سيرة انى اسيبك
لتخفض رأسها باسف كالاطفال قائلة بنبرة متأسفه 
انا اسفه بس انا متأكده انك مش هتسيب
ملك تسافر لوحدها
ليوما لها قائلا بهدوء بالظبط وفى نفس الوقت مش هقدر اسيبك هنا لوحدك
جاءت لتجيبه لكنه قاطعها مكملا حديثه بجدية 
متقوليش اسيب كل حاجة واجى معاك تولين الحياة مش سهلة زى ما انت متخيلة جدك هيرفض هو وامير دا غير شغلك وحياتك كلها هنا
لتلمع الدموع داخل مقلتيها قائلة بحب
بس انا عاوزاك انت
عشان خاطري بلاش دموعك جدك لو كلمنى على انفصال تحت انا هرفض انت مراتى فاهمة
لتومأ له براسها وهى تقول 
طب والسفر يا مالك
ليجيبها بحنان قائلا بابتسامه واثقة 
مش هسيبك بس عاوزك تثقى فيا وتسمعي كلامى بالله
الحلقة الثالثة والاربعون 
يجلس ثلاثتهم فى الغرفة التى تم نقل امير اليها بعد
انهائه من العملية لتنهض تولين باتجاهه ما ان سمعت همسه ترى محاولته لفتح عينيه لينجح بالنهاية يرمش بعينيه عدة مرات حتى يعتاد على الرؤية وما ان جاء ليعتدل بمكانه اصدر تأوها لاعنا بين انفاسه قائلا بجدية لكن نبرة متعبه 
هو ايه اللى حصل وايه اللى جابنى هنا
لتربت تولين فوق كتفه قائله بحنان اخوى
حمدالله علي السلامه حبيبي المرارة كانت ملتهبة فشلتها الف سلامه عليك
يرفع امير حاجبيه باندهاش الى ما تقوله اخته قائلا بسخرية متألمه ليس تؤلم جسدى بل تؤلم روحه وكأن روحه هى من تتعرض لتلك الالام وليس جسده ليردف قائلا
الحمدلله انها جت على المرارة بس انا لما بفكر فى اللى عملته فى سارة بتمنى حد يشيل قلبى مش يشيل المرارة
كانت نبرته رغم سخريتها الا انها كانت تحمل من الالام ما تحمله لتشعر اخته بالحزن من اجله لكنها اردفت قائلة بتشجيع وكانها تذكر نفسه قبل ان تذكره
الله يرحمها احنا فى دلوقتى خلينا نبدأ من جديد انت تشوف الشركه وانا فى هشوف شغلى هنا فى المستشفى ونقول ان الفترة اللى عدت دى كانت حلم جميل وصحينا منه
ليبتسم لها امير بحنان مربتا فوق كفها الموضوع على كتفه بينما اقترب منهما مهاب قائلا بمرح مصطنع حتى يخفف عن هذين الاخوين الكائيبين
ياربى على كائبتكم انتو الاتنين انت يا بنى مش عامل عمليه المفروض نلاقى عندك 2 كيلو برتقان ولا حتى نص كيلو قشر موز
لينظر له امير باستهجان قائلا بسخرية لاذعه 
قشر موز يا مع فن دا بدل ما تتبرعلى بمرارتك بس اقول اخوات فشنك
لتكمل تولين وهى تعقد حاجبيه
هو مش اسمه برتقال باللام
لينظر كلا من مهاب وامير الى بعضهما بتعجب
 

تم نسخ الرابط