روايه كامله بقلم رنا هادي
المحتويات
فتلك الجملة التى انهى بها حديثها كانت اختها هى من تقولها لها عندما كانت تيأس من شئ لتردف قائلة بحنين واشتياق
خلينا نتجمع يوم يا مالك .. بص نتجمع كلنا ونصفى كل الخلافات صدقنى مفيش حاجة تستاهل كلم الياس واتفق معاه واتصافوا مع عمو مراد .. سارة كان نفسها ان احنا نرجع عيلة واحده زى زمان ... وكمان
تيم
هنا فى اسكندريه ودا هيكون أسهل
قائلة
هو اه عصبى بس بيحب الكل ... سامح يا مالك سامح وخلينا نبعد عن
كل اللى هنا نسافر اى حته ونستقر هناك عاوزة ابدأ حياة جديدة زى ما سارة كان نفسها عاوزة اعمل كل الحاجات اللى كان نفسها فيها وملحقتش تعمله
ان شاء الله كله حاجة تتعدل بس الصبر
لتومأ له براسها قائلة وهى تنهض من مكانها قائلة بهدوء
ليومأ لها برأسه وهو يتابعها بعينيه تغادر الغرفة لتقابل هى تولين وهى تحمل صينية الطعام لتردف قائلة بحب اخوى وجدته مع ملك التى اعتبرتها اختها وصديقتها
ملك كويس انك هنا كنت لسه هروح انادى عليكى تعالى يا حبيبتى كلى
لتبتسم لها ملك بخفة قائلة بهدوء عكس طبيعتها وشخصيتها المرحة وكأنها اصبحت شخصا اخر قليلة الكلام وكثيرا ما اصبحت تجلس بمفردها
لتكمل بهمس لا يسمعه غيرها وهى تقترب من اذنها
خليكى معاه متسبهوش لحزنه انا عارفة انك بتحبيه وهتستحملى الفترة اللى هو فيها
لتردف تولين قائلة بنبرة هامسه مماثلة لنبرة ملك
ربنا وحده اللى عالم هو بالنسبالى ايه وأن شاء الله كل حاجة هترجع زى الاول
لتربت ملك على كتف الاخرى تاركه لها المجال لتدلف الى اخيها بالطعام .. لتضع تولين صنية الطعام فوق الطاولة التى تتوسط الغرفة لتقترب بعدها من مالك تسحبه من يده ويبدأ كلاهما بتناول الطعام فى هدوء وصمت
كان كلا من مالك والياس وايضا تيم يجلسون ثلاثتهم فى حجرة الصالون بمنزل مالك
الحوار مترجم
ليتحدث الياس بجدية بالامانية وهو ينظر الى مالك الذى تبدو فوق ملامحه الارق
والحزن
وانت ناوى على ايه دلوقتى يا مالك
ليتنهد مالك بتعب قائلا بجدية
هصفى كل حاجة واسافر ملك مش عاوزة تفضل هنا وانا كمان بس الاول عاوز اصفى اللى بينى وبين مراد
هترجع المانيا!
لينفى مالك براسه قائلا بحزن حاول صبغه بالبرود وهو ينظر امامه بشرود
لا بقيت بحس ناحيتها بالنفور ... هشوف ملك واللى تحبه هنروحه بس مصر والمانيا خلاص
ليردف الياس بحذر
وتولين..!
ليغمض مالك عينيه بتعب وهو يشعر بالتيه هو اصبح لة يستطيع الاستغناء عنها ولكنها الان معه بسبب تلك الصفقة المتفق عليها من قبل ولا يستطيع ان يجبرها لتأتى معه فهى لديها حياتها هنا وأهلها وعملها وكل شئ لها هنا بمصر .. بينما هو لن يجبرها على أن تأتى معه وتهاجر من هنا للأبد فمن المؤكد انها سترفض ومن الممكن ايضا ان تطلب منه الانفصال بعد ان ذهب الشئ الذى كان السبب فى كونهم مجتمعين وهو سارة فبعد مۏتها سيعود كل شئ كما كان وتنتهى الصفقة وكل شئ من بعدها ليردف قائلا بتعب
ليبتلع تلك الغثة التى تشكلت بحلقه بصعوبة وهو يكمل حديثه بنبرة تكسوها الحزن
اكيد بعد مۏت سارة هتطلب انها تفصل
ليربت تيم على فخذه قائلا بتعاطف
لو بتحبك هتختارك
ليردف الياس بسخرية قائلا
ما بلاش انت تكلم عن الحب دا انت سايب سيدرا ومش
سائل فيها من ساعة ما جيت مصر
لينفلت من مالك ضحكة ساخرة فهو يعلم بالمشاغبات بين تيم وسيدرا وان كلا منهما لا يقف عن تعصيب الاخر ليردف تيم قائلا بعصبيه مضحكه
سيبك يا بنى دى تحسها بتعمل أقصى ما عندها غشان معليش يوم من غير ما نتخانق......
لياقطع حديثه هو طرق باب الغرفة ليأذن مالك للطارق بالدخول لتدلف ملك الى داخل قائلة بحذر وهى تنقل بصرها الى ثلاثتهم لتتحدث قائلة بالعربية
مالك مصطفى واقف برا وعاوز يقابلك
كم تكون الايام ناقصة حين يغيب فيها شخص احببت وجوده بكل لحظة..
يجلس شارد وحزين ينظر امامه الى اللاشئ منذ ذلك اليوم الذى ذهب ليعزيها وهو لم يراها اى منذ 5 ايام ولم يراها يتواصل معها فقط على موقع التليجرام لقد اشتاق اليها حد الآلام كم تألم لرؤيتها بهذا الحزن الذى يكسو ملامحها البريئة .. تنهيدة طويله تخرج من اعماقه لعلها تهدأ من تلك الاحاسيس والمشاعر التى تعصف بداخله ليأتى صديقه حازم يجلس فوق الكرسى المجاور له وهو يتنهد بضجر ليلتفت مروان ينظر اليه بتساؤل قائلا
مالك يا سبع البرمبه!
ليردف حازم بغيظ وهو ياكل اظافره من شدة الغيظ
والعصبية
هتشل من البنت فتون دا لو حجر كان زمانها فهمت
ليعقد مروان ما بين حاجبيه قائلا باستغراب وهو ينظر الى صديقه باشمئزاز وهو يأكل اظافره
تفهم ايه! وبعدين انت مالك ومالها ! مش دى صاحبة ملك! ولا بطل تاكل ضوافرك يا مقرف
ليتحدث حازم بضيق وهو يحرك احدى قدميه بعصبية
ايوة هى فتون صاحبة ملك .. وانا معجب بيها وعشان أقرب منها عملت حجة تافهه عشان اعرف اتكلم معاها وهى صدقتها .. بس دلوقتى مش معبرانى
ليردف مروان بهدوء يشبه هدوء ما قبل العاصفة
حجة ايه دى يا حازم!
لينظر له حازم مطولا ليزدرق ريقه قائلا بخفوت
انك بتحب ملك وانا بحاول اخليكم تقربوا من بعد وانها تساعدني
لينظر له مروان مطولا يحاول استيعاب ما قاله صديقه للتو ليردف قائلا باستغراب
عملت ايه
ليردف حازم قائلا باسف
والله يا مروان ما قصدش حاجة بس كنت عاوز أقرب منها ومكنش فيه قدامى غير الحل دا
لينتفض مروان من مكانه پغضب صائحا بعصبية
وانت مفكرتش فى شكلى لما تروح تقولها ان انا......
ليقاطعه حازم وهو يقترب منه ويلاحظ ان من حولهم قد انتبه الى صوت مروان
يا مروان اهدى الناس بتبص علينا
ليردف مروان صائحا وهو يغادر المكان بعصبية
تبص ولا تتنيل .. زى ما عملت اللى هببته دا .. اتفضلوا وتصلحه وبعدين من امتى وانت بتعمل حاجة من غير ما تقولى او نتفق عليها .
ليغادر المكان فورا دون أن ينتظر الى رد الاخر بينما حاول حازم ان يلحقه لكن بلا فائدة لم يلحقه ليغادر هو ايضا
بينما كامت هى تتابع كى ما يحدث من بعيد لا تعلم هل تحزن لانها علمت انه قام بذلك من اجلها وانه اخترع تلك الحجة ليقترب منها فقط أم تحزن لكون صديقه الاخر لا يحب صديقتها كما هى تكن له المشاعر .. ليقاطع تفكيرها هو رنين هاتفها المحمول وأم يكم غير صديقتها ملك لتستقبل المكالمه ما ان رأت الاسم وتبدأ فى المحادثه معها غافله تماما عن تلك العيون التى تملأها الحقد والكراهية والغيره التى تتابعها وتتابع حديثها مع صديقتها.
يبدأ الإنسان حياته بكم هائل من الأحلام والأماني حتى أن ذاكرته لا تسعفه في تذكرها كاملة شيئا فشيئا يصبح حلمه الوحيد أن يكون مطمئنا لا أكثر .. فلا أحد يعلم ما أصابك لا أحد يعلم كيف
هي معركتك الخاصة مع الحياة ما الذي زعزع أمانك وقتل عفويتك كم كافحت وكم خسړت لا أحد يعلم حقا من أنت .. تتعود على الفراغ وعلى مرور اليوم دون صوت أو رسالة أو حتى وجه يطل عليك تعود أن تكون وحيد حتى لاتعاني كثيرا عندما يبتعد عنك شيء أعتدت عليه .. لكن إحذر لن تتعود على فقدان حبيب......
كان يدون تلك الكلمات التى ينفطر قلبه الى أشلاء وهو يسجبه فى تلك المدونه التى طلبها من صديقه عدى فأصبحت هى وقلمه رفيقاه يكتب بهما كل ما يشعر كل ما يريد ان يتحدث عنه وكأن تلك المدونه اصبحت انسان يتحدث اليه ويشكو لها ما يبليه من هموم
تنهيدة طويلة تخرج منه فى نفس الوقت الذى يغلق به المدونة ويرجع برأسه الى الوراء يغمض عينيه پألم ليشعر بدخول احد الى الغرفة لكنه لم يبدى اى رد فعل يظل كما هو على حالته ليشعر بالم فى ذراعه يفتح عينيه پألم ليبتسم له الطبيب المعالج ولم يكن غيره هو نفسه الطبيب معاذ الذى كان يعالج زوجته
معلش يا امير بيه ميعادها
بعد ان ألقت جملتها امامهم لينظر لها مالك باستغراب غامض بينما الياس ينظر الى مالك بقلق فمجئ مصطفى الى هنا مؤكد سينتهي الأمر بکاړثة اما تيم فكان ينظر اليهم بتساؤل فهو ضعيف باللغه العربيه
ليردف مالك قائلا بجدية
طب اطلعى فوق انت وتولين ومحدش فيكم ينزل
لتومأ له
ملك وتتجه الى الداخل بينما هو تنهد بطول وهو ينهض من محله يتحرك باتجاه باب المنزل وبعد لحظات يعود ويسير خلفه مصطفى وهو يخفض رأسه بخزى ليجلس مالك بمكانه قبل ان ينهض بينما مصطفى لا يزال يقف بمكانه ليردف الياس قائلا بحدة عندما طال صمت الاخر
انت جاى تتأمل جمالنا
ليحمحم مصطفى بحرج وهو ينظر الى مالك قائلا برجاء
مالك لو سمحت عاوز اكلم معاك على انفراد
ليردف مالك بضجر وشعور غريب داخله يريده ان يمسكه الان لمصطفى ويلقنه درس لا ينساه لكن لا يعرف ما السبب
وهو فى حد غريب ما انت عارف الياس وتيم والاتنين مش بخبي حاجة عنهم
ليزدرق مصطفى ريقه بتوتر يشعر بجفاف حلقه من شدة التوتر لكن ندمه هو ما يشجعه على أن يعترف بالحقيقة ليتحدث مباشرة دون اى مقدمات قائلا بنبرة سريعه حتى لا يقاطعه أحد
امير مش هو السبب فى انه يضرب سارة او انه يعاملها بقسۏة انا اللى عملت كدا انا اللى قعد اقوله انها خلته يجيبها قرية وسام عشان هى القرية اللى كنا محددين ان احنا نتجوز فيها وان اسم القريه على اسمنا واسامه ولادنا اللى هنجبهم وانها استغلته عشان ترجع لذكرياتى معاها..........
ليقاطعه لكمه قوية انهالت عليه من مالك الذى امسكه من ياقة ثيابه وهو يسبه قائلا پغضب حارق
يا ابن انت اللى خلته يعمل فيها كدا ... هولع فيك حى يا ابن .. عملتلك ايه عشان تعمل كدا .. كلكم كنتوا عاوزين تدمروها .. لحد ما مۏتها ورحمة امى وابويا واختى اللى قلبى واجعنى عليها لحرقكم كلكم يا ولاد
كان مع كل كلمه يضربه لكمه تطيح برأسه الى الجانب الاخر وخط من دماء اصيح يسيل من فمه وانفه وعندما اڼهارت قوة مقاومته مع قوة مالك التى تزداد من شدة الڠضب ليسقط على الارض بينما تيم والياس يحاولون رفع مالك عنه الى ان نجلا اخيرا ليردف مالك قائلا بلهاث من اثر المجهود
انا كنت ناوى اسامحكم
كلكم بس محدش يستاهل يا ولاد كلكم من بعض
لينهى جملته وهو يبثق
عليه بازدراء ويركله بقدمه فى بطنه
متابعة القراءة